السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
في البداية أشكركم على هذا الموقع الرائع وعلى ما تقدمونه من خدمات جليلة للمرضى، وأخص بالشكر الدكتور/ محمد عبد العليم، جعل الله ما يقدمه في ميزان حسناته.
أنا شاب أدمنت الحشيش لمدة ثلاث سنوات، وكان التعاطي شبه يومي ثم بدأت التغيرات النفسية، وهي أنني حينما أجلس مع الناس ويتكلمون أحس أنهم يقصدونني بكلامهم، وإذا ضحكوا أشعر أنهم يسخرون مني، وأكون قلقا جدا ولا أركز في شيء، أقوم بتحليل الكلمات والضحكات على أنها موجهة ضدي، وأيضا لدي خوف من مقابلة الناس.
فصرت أحب العزلة وأجد راحتي الكاملة في وحدتي، ولدي ما يشبه الرهاب الاجتماعي عند المخالطة بناس لم أتعود عليهم.
فذهبت إلى دكتور نفسي وكان تشخيصه أن مرضي هو الذهان ورهاب اجتماعي، ووصف لي عقار (أنفيجا باليبريدون 6 ملج) حبة مساء، وعقار (لسترال) حبتين مساء، لدي عدة أسئلة لك دكتور محمد:
هل ما أعاني منه فصام؟
ما رأيك في هذا التشخيص؟
وهل الأدوية فعالة في مثل هذه الحالة؟
وكم هي المدة التي سأستمر على تناول العلاج؟
وهل هناك أمل للشفاء إن شاء الله وعودة الأمور إلى طبيعتها؟
علما أني متوقف عن الحشيش من سنتين، ولكن الأعراض ما زالت مستمرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى الكلمات الطيبات في حق هذا الموقع وفي شخصي الضعيف، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا وأن يشفيك وأن يعافيك.
أخي! لا شك أن الحشيش هو من أسوأ المؤثرات العقلية، حيث إنه يضرب بقوة وبفظاعة على أجزاء معينة من الدماغ، خاصة ما يعرف بالفص الجبهي الأمامي وكذلك الفص الصدغي، وهذا المخدر يعمل من خلال زيادة إفراز مادة الدوبمين وتغير مساراتها، وهذا قد ينتج عنه اضطرابات كثيرة: منها الإصابة بالمرض الظناني أو الباروني مثل الذي حدث لك، وتكون الشكوك مسيطرة على الإنسان، ويصاب الإنسان بما يعرف بضلالات التلميح، أي أنه يعتقد أن الناس يقصدونه وإن لم يكن هو المقصود بأي حال من الأحوال.
أصبح الآن هنالك توجه علمي قوي جدا أن هذه الأعراض الظنانية إذا استمرت أكثر من ستة أشهر فهذا يعني أن هذه هي حالة الفصام الباروني، وهذا يقودنا إلى أن الحشيش يؤدي إلى مرضى ذهاني مؤقت أو قد يؤدي إلى فصام، والحد الفاصل هو استمرار الأعراض لمدة ستة أشهر، فإن قلت فهنا نقول: إنه ذهان مرتبط بالحشيش، وإذا زادت نقول: إنه مرض الفصام، والذي قد سببه الحشيش، ويا أخي الكريم! خط العلاج واحد وهو تناول الأدوية المضادة للذهان.
وعقار رزبريادون (Risperidone) هو من الأدوية الممتازة والفعالة جدا، ويتطلب فقط الالتزام.
بالنسبة للسترال هو دواء ممتاز لعلاج الخوف المصاحب للأفكار الظنانية، ولكن أقول لك: إن رزبريادون Risperidone) سيظل هو العلاج الأساسي، وأنا على ثقة كاملة أن حالتك سوف تتحسن.
أخي الكريم! المدة التي يجب أن تستمر عليها لعقار رزبريادون Risperidone) لا تقل عن عامين بأي حال من الأحوال، وأما بالنسبة للسترال فيمكن أن تتناوله لمدة عام.
وبالنسبة للشفاء أقول لك: نعم الأمل موجود، وخاصة أنك بفضل الله تعالى قد توقفت عن المسبب وهو مادة الحشيش المؤثرة على الدماغ، فما دام السبب قد زال فنستطيع أن نقول بإذن الله تعالى: سوف ترجع المسارات الكيميائية والبوليوجية في داخل الدماغ إلى وضعها الطبيعي، فقط عليك بالمحافظة والمصداقية التامة في الالتزام في تناول الأدوية المضادة للدماغ، وبجانب ذلك يجب أن تسعى للعلاج التأهيلي والذي يتمثل في أن تدير حياتك ووقتك بصورة جيدة، وأن تتواصل اجتماعيا، وأن تكون فعالا في عملك، وأن تسعى لتطوير ذاتك، وأن تكون حريصا في عباداتك وأن تمارس الرياضة، ويا أخي الكريم! هذه كلها مفاتيح العلاج والنجاح التأهيلي.
أسأل الله لك العافية، ونشكرك مرة أخرى.