الخوف من اعتداء الآخرين وعدم القدرة على الدفاع عن النفس

0 466

السؤال

أنا شاب عمري 26 سنة، أعاني منذ الصغر من مشكلة كبيرة جدا، وهي الجبن والخوف من أي أحد يعتدي علي حتى ولو كان صغيرا، وحتى لو كان هذا التعدي بالكلام، ولا أستطيع الدفاع عن نفسي، وأشعر بزيادة نبضات القلب، ورعشة في اليدين، وخوف، وصار هذا الأمر يقلقني كثيرا، حتى أصبحت أخاف أن يحدث معي اكتئاب بسببه.

أرشدونا للعلاج، أريد خطوات عملية، وإن كانت هناك أدوية طبية تساعد على حل المشكلة.

ملاحظة: بفضل الله تعالى أنا محافظ على الصلوات الخمس في جماعة، ومؤمن بالله عز وجل وقضائه وقدره.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه يعرف أن فترة الطفولة خاصة الطفولة الأولى قد توجد بها عدة أنواع من المخاوف، وهذه تسمى بالمخاوف البسيطة، مثل الخوف من الظلام، والخوف من الحشرات، والخوف من الحيوانات، والخوف ممن هو أكبر منك، وهي تعتبر ظاهرة طبيعية لدرجة كبيرة، ولكن بكل أسف هذه الخبرة السلبية الطبيعية قد يتم تدعيمها بواسطة الكبار، مما يجعلها تستمر مع الإنسان بعد أن ينمو ويكبر ويصل إلى درجة من الوعي التي من المفترض أن تؤهله بأن لا تستمر معه هذه المخاوف.

أخي الفاضل الكريم! أول خطوات العلاج لحالتك هو عليك أن تصحح مفاهيمك، وأنك لست جبانا، فلماذا تقسو على نفسك لهذه الدرجة؟ ربما تكون حساسا حيال بعض المواقف أو بعض المواقع، وربما يكون لديك شيء من الحياء، والحياء شطر من الإيمان، أو ربما يكون لديك ما نسميه بالرهاب الاجتماعي، وبالمناسبة الرهاب الاجتماعي هو حالة يخاف فيها الإنسان في مواقف اجتماعية لا تستحق الخوف أبدا، بالرغم من أن هذا الإنسان يمكن أن يكون مروضا للأسود ولكنه يخاف من القطط مثلا، وهذا قد رأيناه وشاهدناه.

أخي! أنت بالفعل كنت تعاني من مخاوف في الطفولة، وهذه المخاوف قد تم ترسيخها وتعزيزها، وظلت معك الآن، ولكنها الآن هي في صورة مختلفة، يمكن أن تسميها نوعا من الحياء، أو نوعا من الخوف الاجتماعي، ولا تعتقد أنها جبن، فهي ليست جبنا أبدا..هذا أولا.

ثانيا: دائما حاول أن تذكر نفسك بأن الخوف والجبن يجب أن لا تكون سمة من سمات المسلم، فالخوف يجب أن يكون من الله تعالى فقط، والخوف من الله تعالى يقرب الإنسان من الله تعالى، أما الخوف من الأمور الأخرى فيبتعد الإنسان عن هذه الأشياء، وبفضل من الله تعالى أنت محافظ على صلواتك، وعليك دائما أن تحصن نفسك بالأذكار، وأن تتذكر أن النافع هو الله، وأن الضار هو الله، ولن يصيبك إلا ما كتب الله لك..هذه الأمور يجب أن تفكر فيها بجدية وتمعن، وإن شاء الله تعالى سوف تنقلك بصورة فكرية مختلفة تماما.

ثالثا: اجعل لنفسك قدوة ونموذجا من الشجعان في تاريخنا وهم كثر، من الصحابة ومن التابعين وعلى مدار التاريخ، خذ هذه النماذج وهذه المثل واقرأ عنها، وإن شاء الله تعالى هذا أيضا يجعلك تتغير في مفاهيمك.

رابعا: أنصحك بأن تنخرط في الأعمال الخيرية، مثل التي تقوم بها الجمعيات الخيرية، وأعمال البر والإحسان، وهذه سوف تتطلب منك أن تقوم ببعض المبادرات، وهذه المبادرات سوف تبني فيك -إن شاء الله- الثقة في النفس، وتزيل عنك هذا الخوف.

خامسا: ضع لنفسك برامج يومية، قل مثلا: أنا سوف أذهب لزيارة صديق ما، وسوف أطرح معه بعض المواضيع، وتحدث معه في بعض القيم الحياتية كالصدق، والأمانة، والشجاعة، وهكذا.

سادسا: اكتب موضوعات عن الشجاعة، واكتب موضوعات عن الإيثار وعن الإقدام، واقرأ عن هذه الأمور، واكتب عنها، فهذا يغير الإنسان فكريا، وهذه قيمة علاجية كبيرة جدا.

سابعا: سوف أصف لك علاجا دوائيا، يزيل عنك قلق المخاوف بإذن الله تعالى، غير إدماني وغير تعودي، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه الخير والبركة، يعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرامات) تناولها يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة (عشرين مليجراما) واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب الزيروكسات هنالك دواء يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit) وهو متوفر في الأردن، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

هذه أدوية فعالة وممتازة، وسوف تساعدك كثيرا في زوال قلق المخاوف الذي تعاني منه، وأهم ما في الأمر هو أن تبني انطباعا إيجابيا عن نفسك، ولا تقلل ولا تحقر من قيمتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
=============
للفائدة يمكنك الوقوف على هذه الروابط عن العلاج السلوكي للمخاوف:
( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).المخاوف

مواد ذات صلة

الاستشارات