القلق والرهاب الاجتماعي المصحوب بالتقييم السلبي للذات

1 616

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ملخص معاناتي:

1- أعاني منذ زمن طويل من صعوبة التركيز وشرود في الذهن، وفي أحيان كثيرة لا أستطيع التواصل في الكلام.

2- أحلام يقظة كثيرة، أحيانا أشعر بنفسي أني خارج الواقع، وأجد صعوبة في التعبير عن أفكاري ومشاعري ( أيام الطفولة كانت قاسية ).

3- أغلب الأحيان أضيع أوقاتي في أشياء تافهة جدا، مع العلم أن عملي يتطلب الكثير من التركيز والمطالعة، أحيانا أشعر أني طبيعي، وتركيزي قوي، ذكائي جيد - الحمد لله - ولكني أفقد التركيز.

4- عند الكلام أكون سريعا جدا، ومرتبكا قليلا، وأشعر أني لا أستطيع التفكير.

5- أشعر دائما أن فكري يعوقه ضبابية، وعندما أبدأ أفكر وأعمل أجد مقاومة كبيرة من داخل نفسي للتوقف عن العمل والتفكير.

6- لا أشعر بالسعادة كثيرا في حياتي، أحيانا تأتيني أفكار أيام الطفولة، وأبدأ بلوم والدي على تلك الأيام.

أرجو المساعدة، فأنا عاجز عن السيطرة على نفسي، كل يوم بمزاج مختلف، أكون يوما محبطا، يوما قلقا، ويوما كئيبا، ويوما منشرحا، أريد أن أرتب أفكاري وأسيطر على نفسي أثناء الحديث، أحيانا أحس قلبي ينبض بسرعة كبيرة في المواقف الحرجة، أو إذا مدحني شخص، عندي تأنيب ضمير عال، وشعور بتفاهة ذاتي، شعور بالنقص أني تربيت دائما على المقارنة مع أبناء الجيران والأقارب من قبل والدتي.

أرجو أن لا أكون أطلت عليكم، وحتى أثناء كتابة مشكلتي لا أستطيع أن أعبر عنها بشكل مترابط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأعتقد أن حالتك بسيطة، والسمات التي وصفتها تشير أنك تعاني من درجة بسيطة مما يمكن أن نسميه بالقلق الاكتئابي، مع بعض التوجه الوسواسي، وربما يكون لديك أيضا شيء بسيط من الخوف الاجتماعي؛ حيث تأتيك زيادة في تسارع ضربات القلب في بعض المواقف الاجتماعية.

ضعف ترتيب الأفكار، وعدم القدرة على التركيز، وتشتت الذهن، والشرود، هذا أخي الكريم ناتج من القلق، ونحن نعرف أن الكثير من الناس يستفيد من القلق في أيام الدراسة، وبعد أن تنتهي الدراسة يتحول هذا القلق إلى قلق سلبي جدا، ويسيطر على الإنسان؛ ولذا نقول: حتى عملية التعليم والدراسات يجب أن تكون متصلة ومتواصلة، وأن يوجه الإنسان طاقاته النفسية إلى ما هو مفيد، وذلك من خلال التطور المهني، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، هذا أخي الكريم يساعد كثيرا في مثل حالتك هذه، فأرجو أن تكون حريصا على ذلك.

الفكرة السلبية حين تسيطر على الإنسان يجب أن لا يتقبلها، ويجب أن يخضعها لشيء من المنطق، ومن خلال ذلك يستطيع أن يحقرها وأن يسقطها تماما من مخيلته.

انظر إلى الجوانب الإيجابية في حياتك، أعتقد أنها كثيرة، فأنت الحمد لله رجل مؤهل ولابد أن لديك أسرة، ولديك تواصلا اجتماعيا، وفوق ذلك أنت في هذه الأمة الإسلامية العظيمة، هنالك أمور كثيرة جدا موجودة في حياتك تحمل السمات الإيجابية، ولكن بكل أسف كثيرا ما ينسينا التفكير السلبي المشوه والمستحوذ، ينسينا كثيرا إيجابياتنا، فانتبه لهذه النقطة، هذا سوف يكون أمرا جيدا ومفيدا.

التأرجح النفسي والذبذبة في الوجدان والمزاج تساعد كثيرا عن طريق الأدوية، وأنا سوف أصف لك دواء أرى أنه سيكون مفيدا وطيبا بالنسبة لحالتك، الدواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها يوميا بعد الأكل، يفضل تناوله نهارا، ولكن إذا سبب لك هذا أي نوع من النعاس الزائد أو الاسترخاء الشديد يمكنك أن تتناوله ليلا، بعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، استمر عليها لمدة تسعة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

هنالك دواء آخر يعتبر مثبتا وملطفا للمزاج، وبجرعة صغيرة أعتقد سيكون مفيدا لك، الدواء يعرف تجاريا باسم (سوركويل Seroquel)، ويسمى علميا باسم (كواتيبين Quetiapine)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، تناوله لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناوله، هذه الأدوية من الأدوية الجيدة والمفيدة والسليمة جدا.

إدارة الوقت بصورة جيدة وصحيحة هي الآن من أفضل الفنون التي يمكن أن تدخل على الإنسان النجاح والإنجاز في حياته، كما أن الرفقة الطيبة، والقدوة الحسنة، والنموذج الناجح في الحياة، يجب أن يتخذه الإنسان قدوة، هذا أيضا يساعد كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.


مواد ذات صلة

الاستشارات