السؤال
السلام عليكم.
عملي يتطلب اللقاء بالجمهور كثيرا، كنت في السابق أتردد وأهاب هذه المواقف، ولكنني استطعت - بفضل من الله ومنة - التغلب على هذه المشكلة، واستطعت مقابلة الجمهور، حتى أني ألقيت عددا من الدورات التدريبية، ولكن تبقى المشكلة في احمرار الوجه الشديد في بعض المواقف، مثل توجيه سؤال غير متوقع، أو عند الخجل، أو عند عدم ثقتي بإجابتي، وأحيانا في بعض المواقف العامة بدون سبب واضح، أصبحت تؤرقني هذه المشكلة، وصرت كثيرة التفكير فيها، وأخاف أن أعود لسابق عهدي.
سؤالي: هل يوجد عقار يحل مشكلتي دون أن يكون له تأثير جانبي أو تأثير على الإنجاب؟ حيث أني أم لطفلة.
أرشدوني جزاكم الله خيرا، وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
احمرار الوجه الناتج من القلق النفسي - خاصة الخوف والرهاب في المواقف الاجتماعية- هو نتاج شيئين:
الأول: التغير الفسيولوجي الطبيعي والصحي، والذي هو في الأصل زيادة في تدفق الدم بالجسم، نسبة لزيادة إفراز مادة تعرف باسم الأدرنالين، تؤدي إلى تسارع وقوة في ضربات القلب؛ مما ينتج عنه ما ذكرنا زيادة في تدفق الدم، ويعرف أن الشعيرات الدموية السطحية تكثر في الوجه، وعليه يظهر هذا الاحمرار.
الثاني: انشغال الإنسان الذي يعاني من القلق بهذه الأعراض وتضخيمها وتجسيمها، ومن هنا أدعوك لتجاهل هذه الظاهرة قدر المستطاع، وأنا أؤكد لك أن الآخرين لا يلاحظونها بنفس الشدة والقوة والانشغال الذي تلاحظينه أنت، فالتجاهل هو نوع من العلاج، وإن كان هذا صعبا على بعض الناس، ولكنه ليس بالمستحيل.
سوف أصف لك أدوية ممتازة فاعلة، والدواء الذي سوف يفيدك هو العقار الذي يعرف باسم زولفت (Zoloft) واسمه الآخر لسترال، والاسم العلمي هو سيرترالين (Sertraline) والجرعة المطلوبة هي نصف حبة أي 25 مليجرام ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة أي 50 مليجرام ليلا، واستمري عليها لمدة تسعة أشهر، ثم خفضيها إلى 25 مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء، والدواء غير إدماني وغير تعودي، وليس له أي علاقة وأي ضرر سلبي على الإنجاب، وربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس، وهذا هو الأثر الجانبي البسيط.
هنالك دواء آخر يعرف باسم إندرال (Propranolol) والجرعة المطلوبة هي 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها 10 مليجرام في الصباح لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أيتها الفاضل الكريمة هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، هي ذات فائدة كبيرة جدا في مثل حالتك، فأرجو التدرب عليها، وذلك من خلال تصفح أحد مواقع الإنترنت، أو الحصول على كتيب أو شريط أو سي دي يوضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
المهم في الأمر كما ذكرت لك هو التجاهل، والثقة بالنفس، وأن تعرفي أن هذه متغيرات فسيولوجية طبيعية، والآخرون لا يفكرون فيها أو يقابلونها بنفس الصورة التي تزعجك، وإن شاء الله تعالى مع ممارسة تمارين الاسترخاء، وتناول العلاج الذي ذكرنه سوف يخفف كثيرا أو يزيل هذه الحالة، كما أن الدواء يعطيك الدافعية الإيجابية لمواجهة المواقف؛ فهو من أفضل مضادات الرهاب، كما أنه مزيل للاكتئاب، ويؤدي إلى تحكم كامل في القلق، وكذلك الوساوس.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.