سبب الإحساس برجوع حالة الرهاب مع تناول الزيروكسات وكيفية التخلص من ذلك

0 277

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم/ محمد عبد العليم! سبق وأن أشرت لي بأن أستعمل الزيروكسات في حالة احمرار وجهي من الرهاب الاجتماعي، والارتعاش والتغيير في الصوت، والحمد لله كان الدواء بمثابة قفزة إلى الأفضل في حياتي، وتحسنت بشكل كبير، ولكن في هذه الفترة أحسست أن حالتي بدأت بالرجوع مثل قبل.

مع العلم أنني منتظم بشكل ممتاز بالدواء بجرعة حبتين يوميا ولم أقطعه منذ شهر رمضان، وأعمل تمارين الاسترخاء، وأكثر المواجهة.

لا أعلم ما السبب؟! ولا أريد أن أرفع الجرعة إلى ثلاث حبات خوفا من الأثر الجانبي مثل الضعف الجنسي، مع العلم أن الضعف الجنسي تحسن كثيرا بعد الانقطاع عن العادة السرية وتناول الدواء والاسترخاء بنفس الوقت، لدرجة أنني لا أعلم ما هو السبب بالتحسن؟ هل هو من الدواء أم من ترك العادة السرية؟ وماذا أفعل الآن؟ هل أرفع الجرعة أم أستعمل دواء مساعدا مع الزيروكسات، وما سبب الرجوع؟ شاكرا لك أخي العزيز محمد، وجعل كل حرف تكتبه لنا في موازين حسناتك يوم القيامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك فيما يقدمه موقعك (إسلام ويب)، وأبعث لك بتحية وتقدير خاص، وأقول لك: جزاك الله خيرا على ثقتك في شخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا.

إن الإنسان حين يخطو خطوات إلى الأمام -خاصة فيما يتعلق بصحته- يجب أن يقدر ذلك كثيرا، ويجب أن يستشعره، خاصة في اللحظات التي يشعر أن هنالك تراجعا في صحته، أيا كان هذا التراجع، عضويا أو نفسيا، فحين يستذكر الإنسان أنه قد تحسن في فترة سابقة وأن حالته ليست بالمستعصية وما دام التحسن قد أتى في وقت سابق فسوف يأتي ويستمر أيضا في وقت لاحق.

هذا التفكير المعرفي مهم وضروري جدا، وأعتقد أن ذلك ينطبق على حالتك تماما، فأنت الحمد لله تعالى تقدمت حالتك بصورة إيجابية جعلتنا جميعا نحس بالسرور، وهذا التراجع الذي ظهر في حالتك في الآونة الأخيرة متوقع، فكل شيء يقل ويزيد حتى الإيمان يزيد وينقص، والصحة قد لا تظل على حالتها، وكثير من الذين يعانون من الحالات النفسية كالقلق والمخاوف والتوتر تكون لهم أيضا بعض المكونات الداخلية في أنفسهم، إذا شئنا نسميها احتقانات في العقل الباطني، ترسل لهم إشارات وومضات سلبية أنهم بالرغم من أن التحسن قد أتى ولكن ربما تحدث انتكاسة.

هذا التفكير السلبي موجود، ونعرف أن العقل الباطني للإنسان هو عبارة عن مخزن يوضع فيه كل شيء، يوضع فيه السيئ والجيد والصالح والطالح، فربما تقفز فكرة سلبية فجأة قد نستشعرها أو قد لا نستشعرها، وهذه الفكرة تؤدي إلى هذا النوع من الشعور بالقلق والتوتر مرة أخرى.

أعتقد أن هذه هي الآلية التي تنطبق على حالتك، وهذه يتم التخلص منها بأن تتذكر أنك قد أقدمت على خطوات كبيرة في حياتك، فهنالك تحسن ملحوظ، وقد أنعم الله عليك بالتوقف عن العادة السرية، ولا شك أنك أصبحت أكثر تواصلا وأصبحت اجتماعيا وارتفعت مهاراتك، هذه يجب أن تركز عليها ويجب أن تستذكرها ويجب أن تجعلها الطاقة الداخلية التي تحركك من أجل المزيد من التحسن.

لا شك أن تحسنك هو بفضل الله أولا، ثم بسبب توقفك عن العادة السرية وانقطاعك عنها وتناولك للدواء، فهذه أسباب أخذت بها وقد نفعتك بفضل الله تعالى.

إذن الذي تفعله هو التفكير الإيجابي، وتذكر أن التحسن ما دام قد أتى في وقت ماض فهو سوف يأتي أيضا وسوف يستمر بإذن الله تعالى، وأن حالتك قابلة تماما للعلاج.

بالنسبة للزيروكسات أنا لا أريدك أن ترفع الجرعة، فأربعين مليجراما هي جرعة معقولة، ولكن لا مانع أن ندعم الزيروكسات بعقار مثل ما يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول FLUNAXOL)، ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول FLUPENTHIXOL)، فهو جيد جدا ويزيل القلق ويجعل الإنسان - إن شاء الله تعالى – أكثر ارتياحا.

تناوله بجرعة نصف مليجرام (حبة واحدة) صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خفضها إلى حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، وبالطبع هو سليم وليس له أي آثار جنسية سالبة.

حقيقة أنا أقدر كل كلمة وردت في رسالتك، وأقول لك: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأنا متفائل - إن شاء الله تعالى – أنك سوف تعيش وتتمتع بصحة نفسية ممتازة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات