السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من أعراض منذ ثلاث سنوات، وهذه الأعراض جعلتني أنعزل عن الناس، وأخاف من الخروج إلى الخارج، وعمري 18 عاما، والأعراض هي التنميل في كامل الجسم، وضيق في التنفس، والدوخة والتعب من غير أي جهد، إذا خرجت خارج البيت تزيد الحالة لدرجة الشعور أني سأموت.
أذهب يوميا إلى المستشفى، يقول لي الطبيب: تحاليلك كلها سليمة، عملت تحاليل كثيرة، جسمي ومناعتي وأعصابي وقلبي ودمي سليم، ولكن ما هذا الذي يصيبني؟ لا أدري، قالوا لي: اذهب لدكتور نفسي، لكني أخاف الخروج وتأتي لي الأعراض.
خسرت كل الناس بسبب هذه الأعراض، وخرجت من المدرسة وضاع مستقبلي بسبب هذه الأعراض، الخوف والقلق والتوتر أعراض كلها تلاحقني، فهل من حل للمشكلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فحالتك هي حالة قلق نفسي نسميه بقلق المخاوف، وقلق المخاوف الذي لديك فيه جزئية نسميها بالرهاب الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي، وهو عدم القدرة على مواجهة الآخرين أو تجنب التواصل الاجتماعي؛ لأن في ذلك خوفا وعدم ارتياح، والأعراض الجسدية التي لديك هي أعراض منشؤها القلق النفسي، والبعض قد يسمي هذه الحالة بالحالات النفسوجسدية، فالأمر من وجهة نظري مرتبط بهذا القلق أي قلق المخاوف.
الذي أنصحك به هو أن تبدأ بتناول الأدوية المضادة لهذه الحالة، ومن أفضلها الدواء الذي يعرف باسم سبرالكس Cipralex، واسمه العلمي هو استالوبرام Escitalopram، وبما أنك عاجز عن الذهاب إلى مقابلة الطبيب فيمكن أن تذهب إلى الصيدلية وتتحصل على هذا الدواء وهو لا يتطلب وصفة طبية، ابدأ في تناوله بجرعة 10 مليجرام يوميا بعد الأكل لمدة شهر، وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى 20 مليجرام يوميا بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، وبعدها خفض الجرعة إلى 10 مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، وبعدها أنقص الجرعة إلى نصف حبة أي 5 مليجرام يوميا لمدة شهر واحد ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء يتميز بأنه مضاد للقلق ومضاد للمخاوف، وخاصة الأعراض المتعلقة بالوساوس حول الصحة الجسدية، أو ما يسميه البعض بالخوف المرضي أو المراء المرضي أو التوهم المرضي، وهذا الدواء إن شاء الله سوف تجد فيه خيرا كثيرا.
بجانب السبرالكس هنالك دواء مساند أرجو أن تتحصل عليه يعرف باسم فلوناكسول Flunaxol، واسمه العلمي هو فلوبنتكسول Flupenthixol تناوله بجرعة حبة واحدة وقوة الحبة هي نصف مليجرام وتناولها في الصباح لمدة ثلاثة أشهر ثم توقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم من المتوقع أن تحس بالتحسن بعد الأسبوع الثالث من بداية العلاج، وإن شاء الله تعالى يصل هذا التحسن إلى قمته في خلال ثلاثة أشهر، وأنصحك بأن تذهب إلى الطبيب حين تحس ببداية التحسن أي الطبيب النفسي وذلك من أجل التحاور معه ومن أجل أن يعطيك بعض الإرشادات السلوكية الأخرى، والتي في مجملها تقوم على مبدأ المواجهة.
الإنسان يجب أن يواجه مصدر خوفه وقلقه وتوتره، ويجب أن يكون إيجابا في تفكيره، وأنت الحمد لله شاب لديك الكثير من الطاقات النفسية والجسدية، وليس هنالك ما يدعوك إلى القلق، ويجب أن تعيش حياة جميلة كما يعيش بقية الشباب.
عليك بممارسة الرياضية، وعليك بزيارة الأهل، وعليك بأداء الصلوات الخمس في المسجد، وهذه يا أخي الكريم كلها أنشط تساعد في علاج حالتك، وأنا أعتقد أنه لابد أن تعطي التعليم أهمية خاصة، وإن شاء الله تعالى ستطيع أن تعوض كل ما فاتك، والدواء سوف يفيدك كثيرا واتباع الإرشادات الأخرى مهم، وحين تتواصل مع الطبيب النفسي بعد أن تتحسن أمورك أعتقد أن ذلك أيضا سيدعم التعافي لديك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.