السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة ملتزمة –والحمد لله-، وأعلم أن كل شيء بيد الله، لكن لا أستطيع التحكم في خوفي، مشكلتي بدأت بعد إصابة أختي بالفطريات الجلدية، وبعد قراءتي عنها أصبت بالرعب وأوصلتني إلى ما أنا فيه.
بعد قراءتي عن الفطريات (tinea corporis ,ringworm) في المواقع الأجنبية عرفت أنها شديدة العدوى، وازدادت حالتي سوءا يوما بعد يوم، ووصلت إلى درجة أن لا يمسكني أو يمسني أحد حتى من داخل بيتي، وإذا لمسني أحد أقوم بالاستحمام، وأصبحت لا أخرج من البيت ولا حتى من غرفتي أبدا إلا للضرورة كالذهاب للجامعة التي أصبحت لا أطيقها، وأتخيل الفطريات في كل مكان، بالإضافة إلى القلق الدائم والاكتئاب وتفاصيل كثيرة لا أريد أن أقولها حتى لا أطيل عليكم.
سؤالي هو: هل هي حقا معدية إلى هذه الدرجة؟ وهل من الممكن أن تنتقل لي العدوى بسبب أختي التي شفيت من خمسة أشهر؟ علما أنها كانت تجلس في كل مكان وأماكن الإصابة في جسمها مكشوفة، وأريد أن أعرف كم المدة التي تبقى فيها الفطريات الجلدية التي تصيب الجسم معدية بعد البدء بالعلاج؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الفطريات ليست وحشا خرافيا، ولا مرضا فتاكا، ولا داء لا دواء له، ولا وباء لا يمكن السيطرة عليه، وهي ليست حشرات مقرفة، ولا جراثيم عنيدة، ولا نوعا من القوارض الناقلة للطاعون، بل هي ببساطة نبات مسكين ضعيف لا يقوى على العيش بمفرده، فيتطفل على الناس، ويموت إن تم تجفيفه أو تعطيشه أو علاجه موضعيا بمضادات الفطريات، ونادرا ما يحتاج أدوية عن طريق الفم.
الفطريات من الأمراض الجلدية الشائعة، ولا يصاب به إلا من عنده القابلية لذلك، وهناك أناس متزوجون مصابون بالفطريات، ومع ذلك فهم سعداء، وقد لا يهتمون كثيرا بالعلاج، ولا يؤثر عليهم عدم العلاج.
الفطريات أنواع، وتظاهراتها عديدة، فمنها ما ينتقل عن طريق الحيوان، ومنها ما ينتقل عن طريق التراب، ومنها ما يصيب موضعا تشريحيا فيسمى على اسمه، ومنها الخمائر التي تكثر عند مرضى السكري، ومنها السطحي، ومنها العميق.
العدوى لا تحدث بالريموت كونترول، بل تحتاج تماسا صميميا، وغالبا ما تحتاج أن يكون الوسط رطبا بين الجسمين المصاب والسليم، وغالبا ما تحتاج سحجة أو خدشا في الجلد السليم لتحدث العدوى.
هناك مواليد جدد عمرهم أقل من سنة يصابون بالفطريات، ويتعافون ويعيشون حياة ناجحة سعيدة، وهناك فطريات تصيب الحوامل، وتشفى بعد الولادة دون علاج، ولا يمكن أن تنتقل الفطريات إليك من أختك التي شفيت من خمسة أشهر .
كل ما ذكرناه أعلاه هو لإعطاء فكرة عن الفطريات أنها سليمة، ولا يعني ذلك عدم علاجها، بل الأولى والأحسن مراجعة الطبيب المختص، وتوثيق التشخيص للمرض الجلدي الواضح الذي له تظاهرة سريرية مرئية دون وسوسة، وبعدها استعمال العلاج لعدة أسابيع وينتهي الأمر، مع العلم أن العلاج قد يخفف احتمالات العدوى من الأسبوع الأول من العلاج.
الوصف الذي تصفين فيه نفسك يدل على الوسواس، وينبغي تحويل الاستشارة للمستشار النفسي لإعطاء المزيد من النصائح، وتوضيح ما يمكن عمله من الناحية النفسية للتخلص من هذا الشعور غير الطبيعي.
والله الموفق.