السؤال
السلام عليكم.
أريد أن أستفسر عن حبوب ( جلوتاثيون ) هل هي مضرة بالصحة؟ وهل لها تأثيرات سلبية بخصوص الحمل والولادة والعقم؟ حيث أني سمعت وقرأت كثيرا عن فوائدها لجمال ونظارة البشرة، لكوني أعاني من ذبول البشرة والكلف والسمار، وبصراحة أحس كثيرا بأني كبيرة في العمر، لكون بشرتي مرهقة وفي الواقع عمري 24 عاما فقط.
أفيدوني باسم المنتج الأصلي والشركة المصنعة، لأن نساء ورجالا يبيعونه ونتائجه مذهلة، ولكني أخاف من الغش وأبعث استفساري لمعرفة الحقيقة.
شاكرة لكم طيب تعاونكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خليفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قبل البدء بالجواب يجب معرفة أن كل إنسان له طبيعة جلد ولون محدد وراثيا لا يزيد عنه ولا ينقص، ولكن بوجود عوامل خارجية، مثل التعرض للشمس يتغير هذا اللون مؤقتا ثم يعود لحده خلال 6 أسابيع تزيد أو تنقص قليلا، وفي بعض الأحيان وعندما يكون التعرض شديدا يستمر التصبغ فترات أكثر من المتوقع، وأحيانا يكون الموضع المصطبغ متعرضا باستمرار، مثل اليدين والوجه، فيظن صاحب العلاقة أنه تصبغ مستمر، بينما هو تصبغ يغذيه التعرض الخفيف المتواصل أو المتقطع.
ويجب معرفة أن أشعة الشمس من النوع (أ) (A) هي المسؤولة عن إحداث التصبغ في الجلد أكثر من نوع (ب) ويجب معرفة أن الأشعة (أ) موجودة أغلب أوقات النهار بنسب مختلفة، وهي موجودة حتى في اليوم الغائم بنسب مختلفة أيضا، وهي تخترق الزجاج بنسب مختلفة، وبالتالي يتم تغذية التصبغ بجرعات خفيفة عبر الأيام صيفا وشتاء، فيظن صاحب العلاقة أن التصبغ دائم، وهذا خلاف الحقيقة، ويمكن ملاحظة أن السفر للبلاد الباردة لفترات طويلة يقلل من لون الجلد، وأن السفر للبلدان الحارة أو المشمسة يزيد من احتمال استمرار التصبغ، ويجب معرفة أن اللون هو تغير وقائي يمنع أو يقلل من أذى الأشعة على الجلد، واستمراره يعني استمرار الحاجة إليه، وأن المصاب بالبهاق أو البرص محروم من هذه الوقاية.
إن استخدام مادة الغلوتاثيون وهي من مضادات التأكسد لا يعتبر سحرا، بل إنها تقلل من الجذور الحرة والمسؤولة عن التأكسد، كما تقلل من نشاط التايروزين ومن تحوله إلى الصباغ، وبالتالي فهي تساعد على التقليل من عملية تشكيل التصبغات في الجسم، وتختلف نتائجها من شخص لآخر، وتقل عند أصحاب الجلد الأسمر، وتزيد عند أصحاب البشرة البيضاء، وتحتاج لأسابيع وأشهر حتى تبدأ تأثيرها، وتعتبر من المواد السليمة نسبيا، وهي لا تعتبر من المواد الدوائية، بل تم تصنيفها على أنها من المواد الغذائية والمصنفة سليمة نسبيا، ولا تحتاج بالتالي موافقة وكالة الأدوية والأغذية الأمريكية.
ولكن مع ذلك يجب ألا تؤخذ مع العلاجات المضادة لانقسام الخلايا، ولا مع الأدوية النفسية، ولا بعد العمليات، ولا بعد زراعة الأعضاء، واستعمالها لا يغني عن استعمال الواقيات من الضياء، ويقل تأثيرها عند من يعانون من أمراض الغدة الدرقية، ولا مانع من أخذها مع الحمل، بل على العكس قد يكون لها تأثير مفيد لكل من الحامل والجنين، وللتوسع يرجى الاطلاع على:
http://www.superwhiteningpills.net/faq.html
ختاما: هذه المادة كما يبدو أنها من المواد السليمة، ولكن إتماما للجواب نقول أننا لم نستعملها، وهذا ما قرأناه عنها من المكتوب العام وليس من الأرشيف الطبي، حيث أن ما كتب في المراجع الطبية أبحاثه ليست كثيرة عن هذه المادة مع الجلد، ولذلك لا نضمن المادة التجارية فيما كتب عنه بكثرة تفوق المراجع بكثير، وبالتالي فالأمر يحتاج إلى تحر أكثر وقراءة تجارب أكثر، ومراجعة مراجع طبيبة معتمدة بشكل أوسع قبل أن نعمم الفكرة ونتبناها ونفتي بسلامة هذه المادة، علما أن هناك مواد تتبناها الدعايات وتنزلها على أنها الأفضل على الإطلاق، وبعد سنوات من بيعها تتوقف فجأة ويثبت بعدها خطر تداولها، ومن هذه المواد بعض مضادات التأكسد، ولو أن الأمر موضع اختلاف إلى الآن بين فريقين مؤيد ومعارض.
ونحن لسنا ممن يستعمل هذه المنتجات ولا من الذين يتعاملون مع شركاتها، ولا نستطيع التمييز بين شركة وأخرى، خاصة وأنها لا تصنف في الأدوية، وأنها تصل إلى المريض قبل أن تصل إلى الطبيب، ولذلك نعتبرها تجارية ولا نروج لها، وننتظر الأبحاث العلمية الموثوقة التي تتبناها حتى نسجلها في جداولنا العلاجية.
والله الموفق.