السؤال
السلام عليكم.
عمري (35) عاما، متزوج، ولدي مرض السكري والقولون العصبي، وأعاني من مرض الرهاب الاجتماعي منذ ثمان سنين، ولم أتحسن، حيث إني استخدمت الفافرين والفالوم وغيرها من الأدوية -لا أذكر اسمها- وآخرها الزيروكسات، وحالتي حتى الآن لم تتحسن، وتنتابني بعض الوساوس والقلق، ونفسيتي غير مرتاحة، وكذلك أشعر بضيق في الصدر، وكتمة، وعصبي جدا، حيث أفكر أن أفصل من وظيفتي.
أرجو منكم إعطائي العلاج المناسب، ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abo basl حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإن مرض السكر كثيرا ما يكون مرتبطا بدرجة بسيطة إلى متوسطة من الاكتئاب النفسي، وهذا الأمر لا يلاحظه الكثير من الناس، والاكتئاب غالبا يكون نوعا من الاكتئاب المقنع أو الاكتئاب الخفي، وظهور أعراض القولون العصبي -والذي يقصد به هو القولون المضطرب نتيجة إصابة الإنسان بالعصاب، أي: القلق- هو مؤشر على أنه ربما يكون لديك درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، وأن الرهاب الاجتماعي هو جزء من حالة القلق التي تعاني منها.
هذه الأشياء يمكن علاجها الآن بفضل من الله تعالى بصورة جيدة جدا.
أولا: أنا أريدك أن تركز على ممارسة التمارين الرياضية؛ لأن فيها الخير الكثير لك، وسوف تفيدك في مرض السكر، وسوف تفيدك في علاج القلق، وسوف تجد أن أعراض القولون العصبي قد تحسنت جدا، وإذا مارست هذه الرياضة كرياضة جماعية مع بعض إخوانك وأصدقائك فهذا أيضا سوف يعطيك – إن شاء الله - مجالا كبيرا للتخلص من الخوف الاجتماعي.
ثانيا: أنصحك أن تمارس تمارين الاسترخاء، فهذه التمارين فيها فائدة عظيمة جدا للإنسان، ويمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط من إحدى المكتبات الكبيرة، مثل (مكتبة جرير)، وتطبق هذه التمارين، كما أنه توجد مواقع على شبكة الإنترنت توضح وتعلم كيفية تطبيق هذه التمارين، وهي مفيدة جدا.
قضية الرهاب والوساوس والقلق دائما تعالج بأن نتجاهلها، وأن نحقرها، وأن نواجهها، وألا نتجنب مصدر الوسواس أو مصدر الخوف، فأرجو أن تطبق ذلك.
أنتم في المملكة العربية السعودية لديكم فرصة عظيمة لحضور حلقات تلاوة القرآن الكريم، وحضور مجالس العلم والذكر، فهذه تجعل الإنسان يتواصل ويختلط بمجموعة كريمة من الناس، وهذا يبعث فيه الطمأنينة ويقلل لديه الرهاب الاجتماعي.
أريدك أن تتذكر إيجابياتك في الحياة، ولا شك أن لديك إيجابيات كثيرة، فالحمد لله أنت في قمة شبابك، ومتزوج، ولابد أن لديك أمورا أخرى كثيرة طيبة في الحياة.
هذا هو الجزء الذي أود أن أنصحك به، بعد ذلك نأتي لموضوع العلاج الدوائي، والأدوية كثيرة ومعظمها مفيد بإذن الله تعالى، لكن شروط الاستفادة من الدواء تتطلب الالتزام بالجرعة، والصبر على الدواء.
الزيروكسات أنا أعتبره من الأدوية الجيدة جدا، ولكن في حالتك لابد أن تكون الجرعة أربعين مليجراما على الأقل، فأعتقد أنك إذا أعطيت هذا الدواء فرصة على هذه الجرعة ربما تجني خيرا كثيرا منه، والأربعون مليجراما يمكن أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك يمكن أن تخفضها إلى حبة واحدة في اليوم.
بجانب الزيروكسات هنالك دواء بسيط جدا يعرف باسم (فلوناكسول) (فلوبنتكسول)، هو مدعم رئيس للزيروكسات، وهو دواء سليم وغير إدماني، ويدعم الآليات الفسيولوجية الخاصة بترتيب كيمياء الدماغ، مما ينتج عنه القضاء على الخوف والقلق والاكتئاب إن شاء الله تعالى.
جرعة الفلوناكسول المطلوبة في حالتك هي حبة واحدة صباحا ومساء، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، أرجو أن تتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة صباحا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء، وإن شاء الله تعالى باتباعك لهذا الإرشاد الذي ذكرناه وتناول الدواء سوف تتحسن أمورك تماما.
ملاحظة أخيرة: وهي أنك إن لم تستفد استفادة حقيقية من الزيروكسات بعد أن تظل عليه لمدة شهرين بجرعة حبتين في اليوم هنا أقول لك: يمكن أن تتوقف عن تناوله، وتغيره إلى دواء آخر، وأعتقد أن الزولفت – والذي يعرف باسم لسترال ويعرف علميا باسم سيرترالين – سيكون بديلا ممتازا، وكل حبة من اللسترال تحتوي على خمسين مليجراما، وهي تعادل حبة من الزيروكسات والتي تحتوي على عشرين مليجراما، وعملية الاستبدال سهلة جدا، وهي أن تتوقف عن الزيروكسات ومن ثم تبدأ في تناول الزولفت مباشرة، فهي أدوية متقاربة، وهنالك أدوية أخرى كثيرة، فهنالك الإفكسر، والذي يعتبر من الأدوية الجيدة، وهنالك السيمبالتا هو أيضا دواء مفضل، والآن هنالك دواء جديد يعرف باسم (فالدوكسان).
إذن أخي الكريم: الفرصة عظيمة بأن تستفيد من أحد هذه الأدوية، وأرجو أن تتبع الطريقة التي ذكرتها لك، وهي أن نعطي الزيروكسات فرصة كاملة، وتدعمه بالفلوناكسول، وإذا لم نجن من الزيروكسات نتيجة نطمح إليها هنا يمكن أن نستبدله باللسترال، وفي كل الأحوال يجب أن تظل على الفلوناكسول بالطريقة التي وصفتها لك.
وأما الفاليم فأرجو أن تحذر قليلا في التعامل معه، لا أقول لك: إنه ممنوع منعا قاطعا، ولكن إن احتجت لاستعماله فيجب أن يكون بجرعة صغيرة وعند اللزوم؛ لأن هذا الدواء يؤدي إلى الكثير من التعود والإدمان، كما أنه يعطل من فعالية الأدوية الأخرى المفيدة في علاج القلق والوساوس والرهاب والاكتئاب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع (إسلام ويب).