السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
تحية للقائمين على الموقع، أنا عمري (30) سنة، أعاني من وجود بقع بلون أبيض خفيف ( أخف من لون بشرتي بقليل ) في منطقة الرقبة، ظهرت منذ (4) سنوات، وقد راجعت أخصائيي جلدية حينها، وفور مشاهدتهم لها قالوا لي بأنها فطريات بسيطة، وتم إعطائي مضاد فطريات على هيئة رشاش، وشامبو يدهن على منطقة الرقبة، وقد التزمت بفترة العلاج، ولكن لم يتغير أي شيء، وما زالت البقع موجودة.
راجعت أحد الأطباء بعدها واستغرب من موضوعي، وقام بالفحص ليتأكد أنها ليست نوعا من البهاق أو ما شابهه، عن طريق كشف عبر جهاز في غرفة مظلمة، وبعدها طمأنني بأن خلايا المنطقة سليمة وأنه ليس بهاقا - والحمد لله - ولكن لم يتمكن من معرفة السبب، وطلب مني معاودة الكرة، وأعطاني أدوية للفطريات، واستخدمتها مرة أخرى، ولم تأت بنتيجة أيضا.
علما بأني لم ألاحظ أي تغير في حجم البقع، ولا حتى لونها، إنها ثابتة منذ سنوات، والموضوع معي منذ (4) سنوات، وأنا فقدت الأمل في ذهاب هذه البقع، ولا أعرف ماذا أفعل!
منظر رقبتي أصبح غريبا، حتى أني أخجل من كشفها، والحمد لله على كل حال، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أغلب الظن أنها فطريات، ولكن يجب التفريق بين الفطريات وبين ما يتلو الفطريات من نقص اللون، فعلاج الفطريات سهل بمضادات الفطريات، ولكن بعد الشفاء من الفطريات قد يبقى نقص في اللون سببه تثبيط عمل الخلايا الملونة للجلد، بسبب مادة تفرزها الفطريات من نوع (التريبتوفان) والحل هو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، هذا وقد كنا ناقشنا الفطريات أو النخالية المبرقشة في استشارة سابقة، نورد أدناه نسخة معدلة منها بما يتناسب مع سؤالكم:
( النخالية المبرقشة تتظاهر ببقع بنية اللون، وذات وسوف تشبه البودرة أو الملح، تكون واضحة أكثر بعد حكها، وهذه البقع البنية تأخذ أشكالا عديدة ومتنوعة ومختلفة، وتنتشر إن لم تعالج، وتشخص بالفحص المجهري المباشر ورؤية العناصر الممرضة.
النخالية المبرقشة تعتبر شافية إن اختفت الوسوف، وإن بقيت آثارها التي غالبا ما تكون بقعا ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ، والنخالية المبرقشة أو الملونة غالبا ما تصيب بعض الأشخاص دون الآخرين، ومع أنها مرض معد ولكن لوجود قابلية فردية عندهم.
إن النخالية المبرقشة هي مرض ناكس، أي يصيب الإنسان أكثر من مرة، لأن الشخص نفسه عنده القابلية لتقبل هذه الإصابة، والتي قد تعود إليه من ملابسه أو من ملامسيه، أو من البذور الطائرة في الهواء، ولكن غالبا ما تعود عندما يكون الجسم مهيئا لها، أي يكون رطبا متعرقا، وهذا متوفر صيفا، أو عند من يعملون خارج المكاتب، أو من يمارسون الرياضة، أو غيرهم ممن تتقبل جلودهم العدوى وإنبات المسبب للمرض.
تعالج الحالة الموضعة بالصابون الصفصافي الكبريتي (ساليسيليك أسيد سالفار سوب)، وذلك بالغسل اليومي وإتباع ذلك بكريم كانيستين، أو بيفاريل مرتين يوميا، ولا ننسى غسل الملابس وكيها لمنع العدوى منها، وتستعمل هذه الكريمات طالما دعت الحاجة، وخاصة صيفا، وإن استعمال الكريم المتكرر على جلد طبيعي لن يفيد أكثر، ولكن استعمال الصابون المذكور قد يمنع عودة المرض، وإن كان استعماله يعتبر وقائيا.
أما الحالات المتوسطة من التينيا فتعالج بالشامبو المضاد للفطريات، مثل إيكونازول، ويتبع باستعمال الكريمات سالفة الذكر.
أما الحالات الشديدة فتعالج بالحبوب المضادة للفطريات، مثل إيتراكونازول (تحت إشراف طبي) حبة مرتين يوميا لمد أسبوع، تكرر عند اللزوم (تحت إشراف طبي أيضا).
أما البقع البيضاء التالية أو التي تأتي بعد التينيا فهي ليست تينيا، أي الفحص المجهري المباشر سلبي، ولا يوجد عليها قشور، ولا تستجيب لمضادات الفطريات لا الموضعية ولا الفموية، ولكنها تتحسن إما مع الزمن أو بمحرضات تشكيل اللون، وعلى رأسها العلاج الضوئي الكيميائي، أو العلاج الضوئي، أي بالتعرض الدوري المتزايد، إما للشمس وإما للأشعة فوق البنفسجية، ولذلك مراكز متخصصة، وإن كانت مساحة صغيرة فقد يكون استعمال إكسايمر ليزر أفضل أنواع الأشعة وأسرعها.
عند نكس المرض بسبب رطوبة الجو أو القابلية عند المريض للعدوى يعاد العلاج من جديد، ولا يعتبر ذلك فشلا للعلاج بل يعتبر عدوى جديدة.)
نرجو أن تكون الفائدة قد حصلت في هذا التوضيح والتفريق بين النخالية المبرقشة وبين مخلفات النخالية من نقص اللون التالي لها.
وبالله التوفيق.