السؤال
أنا آسفة على الاستشارات التي كانت تتكرر، ولكن عندي سؤال عن الذي كنت أعاني منه من ألم في الوجه، وعند العين.
تعالجت بمسكنات ودواء (تيجراتول) وقد تحسنت، ولكن مازال هناك ألم، قالوا لي بأنه التهاب بالعصب بالوجه، ولكن أنا أخفيت أن لي نابا مطمورا في المنطقة التي فيها الوجع، فهل من الممكن أن يكون هو السبب؟
شكرا مرة أخرى، وآسفة على الإزعاج والتكرار الذي بدر مني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شذى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك حالات طبية يكون فيها أعراض الناب المطمور مشابهة لآلام العصب الخامس (العصب ثلاثي التوائم Trigeminal neuralgia) وهناك أمر مهم جدا، وهو أن توضع الألم في حالة الناب المطمور يكون حسب توضعه، فإن كان الألم في الجزء العلوي أي في توزع الفك العلوي وكان السن المطمور في الفك العلوي، فإنه يجب الشك أن يكون هو سبب الألم.
ومن ناحية أخرى، فإن ألم السن المطمور يخف بتناول الأدوية مثل Brufen بينما ألم العصب ثلاثي التوائم يحتاج لأدوية أخرى مثل التجريتول أو أدوية أخرى.
إن نوبات آلام العصب ثلاثي التوائم تبدأ على شكل نوبات قصيرة وطفيفة، إلا أن الألم قد يتحول مع الوقت إلى نوبات أكثر شدة وتكرارا.
يكون الألم خاطفا طفيفا بين الحين والآخر، وقد يثار الألم بلمس الوجه أو المضغ أو التكلم، والألم يكون في المناطق التي يمدها العصب ثلاثي التوائم، والتي تتضمن الخدين والفك والأسنان واللثة والشفتين، وفي بعض الأحيان العينين والجبهة.
يقوم العصب ثلاثي التوائم بحمل الإحساس من الوجه إلى الدماغ، أما في حالة اضطرابه، أي العصب ثلاثي التوائم، فعندها تم تعطيل عمل هذا العصب.
عادة ما تحدث هذه المشكلة بسبب حدوث تلامس بين وريد أو شريان، وبين العصب ثلاثي التوائم في قاعدة الدماغ، ويؤدي هذا التلامس بدوره إلى وضع ضغط على هذا العصب، كما يؤدي إلى اضطرابه وظيفيا.
بالإضافة إلى هذا، فهناك عوامل أخرى قد تسبب الإصابة بهذا الاضطراب، من ضمنها كبر السن، حيث إنه يعتبر أكثر شيوعا بين من تزيد أعمارهم عن (50) عاما، كما أن الإصابة بالتصلب العصبي المتعدد، وغيره من الاضطرابات المشابهة التي تقوم بإيذاء غمد المحور العصبي الذي يقوم بحماية أعصاب معينة قد تؤدي إلى الإصابة به.
هناك العديد من العوامل المثيرة لأعراض هذا الاضطراب لدى المصاب، ومن ضمنها ما يلي: الأكل، الشرب، حلاقة الوجه، التعرض للضربة في الوجه، التعرض لتيار هوائي، وضع المساحيق على الوجه، التحدث، الابتسام.
العلاج يكون بمضادات الاختلاج، والتي تتضمن (التيجريتول والدايلانتين والنيورونتين) وفي حالة فقدان الدواء لفعاليته، فقد يقوم الطبيب بزيادة الجرعة أو تغييره لدواء آخر، كذلك المرخيات العضلية، من ضمنها البيكلوفين، والذي يستخدم لهذا الاضطراب إما منفردا، أو بالإضافة إلى (التيجريتيول أوالدالانتين).
هناك نصائح مهمة، تجنبي ما يثير النوبات لديك، وتجنبي تناول الأطعمة أو المشروبات شديدة السخونة أو شديدة البرودة، ولا تقومي بمضغ الطعام على الجانب المؤلم، ولا تقومي بتناول الأطعمة الصلبة أو شديدة القرمشة، وحاولي قدر الإمكان عدم غسل وجهك بماء شديد البرودة أو شديد السخونة.
وبالله التوفيق.