السؤال
منذ فترة ليست بالقليلة وأنا أعاني من النعاس الدائم طول اليوم، والخمول الشديد، وضعف في التركيز، حتى إنني لم أشعر بالنشاط قط طيلة هذه الفترة، حيث إنني أنام بما فيه الكفاية التامة، وليس هناك أعمال أقوم بها حتى أكون متعبا، وعند الاستيقاظ في الصباح أشعر بالتعب أيضا، وعند قيامي بجهد ما ولفترة قصيرة أتعب بسرعة جدا، وأثناء المذاكرة يزداد شعوري بالنعاس، وخمول الجسم، حتى إنني لا أستطيع استيعاب الدرس، وقد أثر ذلك على دراستي بشكل بالغ، وأنا في مرحلة مهمة (شهادة عامة).
قد قرأت مواضيع ذات صلة بهذا الموضوع، وهناك من يقول: إن من الأسباب استخدام بعض الأدوية، وأنا لا أستخدم أي نوع من الدواء، والبعض يقول: إن السبب خمول الغدة الدرقية، ولدي فحص للغدة الدرقية وهو كالتالي:
ft3/0.63 1.45-3.48
ft4/1.14 0.71-1.8
Tsh/2.397 0.47-4.64
وقد أخبرني الطبيب أنه طبيعي، وقال الآخر: هناك خمول في الغدة، فأتمنى أن تخبرني ما هي الأسباب المحتملة لذلك؟ وما العلاج المناسب لهذه الأسباب؟ وهل الفحص طبيعي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مستشير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن حالتك تتمثل في أنك تعاني من افتقاد للطاقات الجسدية، وكذلك الطاقات النفسية، مما يجعلك تحس بهذا الخمول الشديد، وأسباب الخمول يمكن أن تكون عضوية، ويمكن أن تكون نفسية، ومن الأسباب العضوية ضعف نسبة الهيموجلوبين Hemoglobin في الدم، أي الإصابة بالأنيميا، ومن الأسباب الأخرى سوء التغذية، وهنالك سبب مهم وهو ضعف إفراز هرمون الغدة الدرقية.
أما الأسباب النفسية فهي كثيرة، منها الاكتئاب النفسي، ومنها أن يتعود الإنسان أو يتطبع على الخمول، وهذا نلاحظه في مجتمعاتنا بكل أسف ووسط بعض الشباب.
بالنسبة لك فإن فحص الغدة الدرقية لا بأس به، يوجد خمول بسيط جدا، وهذا لا نأخذ به في هذه المرحلة، وأطلب منك أن تكرر الفحص بعد أسبوعين من الآن، ويا حبذا لو قمت بتكراره في مختبر آخر، وإذا اتضح أنه يوجد خمول فعلاجه بسيط جدا، وهو أن يتناول الإنسان الهرمون الذي يعرف باسم (الثيروكسين) وهو الهرمون التعويضي ليحسن من نشاط الغدة الدرقية.
أما أسباب خمول الغدة الدرقية فكثيرا ما يكون السبب غير معروف لدى بعض الناس، ويكون السبب ناتجا من التهاب فيروسي لم تتم ملاحظته غالبا، أو قد تكون الغدة أزيلت جراحيا كما يحدث في بعض الأحيان، ولكن معظم الحالات لا يوجد لها سبب معروف.
أخي الكريم! هذا الموضوع بسيط ومحسوم، وكما ذكرت لك: قم بتكرار الفحص مرة أخرى، وإن حدث أن تأكد وجود هذا الخمول - حتى ولو كان بسيطا - فلابد أن يعالج، وعلاجه سهل كما ذكرت لك.
درجة الخمول التي لديك الآن لا تتناسب أبدا مع الضعف البسيط في الغدة الدرقية، فهي لا تسبب هذه الدرجة من الخمول، وأتمنى أن تكون نسبة الهيموجلوبين - أي: الدم - لديك طبيعية، كما أتمنى أن تكون تغذيتك منتظمة، فأرجو أن تتأكد من هذه الأمور.
الاكتئاب النفسي في مثل عمرك قد يأتي أيضا في شكل خمول، وليس من الضروري أن يكون هنالك شعور بالكدر أو الضجر أو السوداوية، لكن ضعف استيعاب الدروس ربما يكون مؤشرا هاما لضعف التركيز والذي قد ينتج من الاكتئاب النفسي كما ذكرنا، وعموما أنا أنصحك بعمل الآتي:
1) ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة، وأفضل أنواع التمارين الرياضية هو الجري أو المشي، الرياضة تجدد الطاقات النفسية والجسدية، وقد اتضح أن الرياضة لها أثر إيجابي جدا على بعض المواد الكيميائية في الدماغ، وتحسن إفراز هذه المواد وانتظامها بصورة صحيحة يعطي الإنسان -إن شاء الله- طاقات نفسية وجسدية.
2) أريدك أن تكون منضبطا في إدارة الوقت، اجعل لنفسك برنامجا يوميا لا تحيد عنه أبدا، هذا البرنامج ليس من الضروري أن يشتمل على ساعات طويلة للدراسة، يمكن أن يشتمل على فترة للراحة، فترة لمزاولة الرياضة، فترة للترويح على النفس بما هو مشروع، والعبادات يجب أن تعطى وقتا، والتواصل الاجتماعي أمر مطلوب، وبالطبع الدراسة، فيا أخي الكريم! قم بوضع هذه البرامج لنفسك وألزمها إلزاما تاما.
3) هذا النوع من الخمول والذي أعتقد لدرجة كبيرة أنه ناتج من الاكتئاب النفسي، يكون من الأفضل أن تعرض نفسك لضوء الشمس لفترات طويلة؛ لأنه أثبتت بعض الأبحاث خاصة في الدول الإسكندنافية أن عدم التعرض لضوء الشمس وحرارتها قد يؤدي إلى إضعاف إفراز بعض المواد منها مادة تسمى بـ (المليتونين) وهذا الخلل قد يشعر الإنسان بالخمول وعسر المزاج.
4) مهما كانت نتيجة الفحوصات أعتقد أنه سيكون من الأفضل لك أن تتناول أحد الأدوية المحسنة للمزاج والدافعة للطاقات النفسية والجسدية، الدواء يعرف تجاريا باسم (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، يفضل تناولها بعد الأكل، وبعد انقضاء مدة الستة أشهر توقف عن تناول الدواء.
أود أن أطمئنك أن الدواء دواء سليم وممتاز وفعال وغير إدماني، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وعليك الالتزام بتناول الجرعة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.