السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر بقلق دائما وتخوف من الأمراض، وإحساس بالموت، وتنتابني لحظة القلق رعشة في الجسم، وضيق تنفس، وألم في الجهة اليسرى من الصدر، ودوخة، وقد حدث لي ذلك في فترة الاختبارات.
وإذا قرأت أعراض مرض معين أبدأ بالإحساس بهذه الأعراض، وللهروب من هذه الحالة أعيش في أحلام اليقظة، وإذا سمعت عن شخص معين لديه مرض ينتابني خوف شديد، ولا أستطيع الذهاب للمستشفى خوفا من معرفة الواقع.
أتمنى الإجابة، ولكم كل الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لجين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن شكواك قد وصلتنا سابقا بشكل كبير، وهي إن شاء الله حالة بسيطة، والتشخيص الأساسي لحالتك أنك تعانين من قلق نفسي، وليس أكثر من هذا، والقلق النفسي له مكونات نفسية، وله مكونات عضوية، فالمكون النفسي الواضح هو الشعور بالضيق والشعور بالقلق ذاته، وأحلام اليقظة، وكذلك المخاوف المرضية التي لديك، والتي جعلت ذهابك إلى المستشفى ليس بالأمر اليسير.
الجوانب العضوية واضحة جدا، وهي الألم في الجهة اليسرى من الصدر، والدوخة، وهذا الألم ناتج من انقباضات عضلية، والانقباضات العضلية الناتجة من التوتر تعطي الإنسان انطباعا بأنه مصاب بمرض القلب، وهذا ليس بالصحيح مطلقا.
أيتها الفاضلة الكريمة: التشخيص مهم، لذا حاولت أن أوضحه لك، وأؤكد لك أن القلق حالة منتشرة وحالة بسيطة.
من الضروري أن نصف أدوية لمثل هذه الحالات؛ وذلك استنادا على أن القلق وإن كانت له مسببات أو عوامل أخرى قد تؤدي إليه، لكن ومما لا شك فيه أن تغيرات ما تحدث في المركبات الكيميائية في الدماغ، والمركبات التي تتأثر تعرف بالموصلات العصبية، وأكثر المواد التي تتأثر مادة تعرف باسم (سيروتونين) لذا يتم تصحيح المسارات الكيميائية من خلال تناول أدوية معينة .
من أفضل الأدوية التي تعالج حالتك الدواء الذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويعرف علميا باسم (استالوبرام) فأرجو أن تتحصلي عليه، وهو لا يحتاج لوصفة طبية في معظم الدول، والجرعة المطلوبة هي أن تأخذي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام يوميا لمدة عشرة أيام، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
بجانب السبرالكس أريدك أيضا أن تتناولي دواء مساعدا يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) تناوليه يوميا بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، وهذا الدواء سيكون كافيا -إن شاء الله تعالى- لأن يمهد الطريق لفعالية السبرالكس، والتي لا تبدأ بصورة فعلية قبل مضي أسبوعين أو ثلاثة من تناول الدواء، وهذه أدوية سليمة وفعالة، وغير إدمانية، ولا تؤثر على الهرمونات النسوية.
فالتشخيص لحالتك هو القلق النفسي، وهذا يجب أن يكون مطمئنا لك، بمعنى أنك لا تعانين من اكتئاب نفسي، ولا تعانين من اضطراب عقلي أو ذهاني أو وساوس قهرية؛ لأن هذه الحالات تعتبر شديدة نسبيا.
هناك أهمية خاصة لمواجهة المخاوف (أي نوع من المخاوف يجب أن يواجهها الإنسان) فحاولي أن تذهبي إلى المستشفيات، وزوري المرضى، ففي ذلك أجر كبير للإنسان، وما يقوم به بقية الناس لماذا لا أقوم به أنا، اسألي نفسك هذا السؤال، فأنت لست بأقل ولست بأضعف من الآخرين.
هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، جيدة ومفيدة، فأرجو أن تحرصي على ممارستها، ويمكنك أن تتحصلي على كتيب أو شريط من إحدى المكتبات يشرح كيفية ممارستها، أو تطلعي على أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية هذه التمارين.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت صغيرة في السن وفي بدايات الشباب، وهذا هو العمر الذي يتمناه أي إنسان، فكل إنسان يمر هذه المرحلة يقول: (يا ليت الشباب يعود يوما) حيث الطاقات النفسية والجسدية والشبابية، فكوني حريصة على الاستفادة من وقتك، وركزي على دراستك، واستفيدي من وقتك بصورة صحيحة، وسل الله أن يوفقك، وأكثري من التواصل الاجتماعي المفيد، واجعلي لنفسك صداقات مع الصالحات من الفتيات، وكوني بارة بوالديك؛ فهذه كلها أسس تساعد الإنسان فيما يخص صحته النفسية، وعليك بالدعاء فهو عبادة وفيه خير كثير للإنسان.
نشكرك كثيرا على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.
للفائدة أكثر حول موضوعك، زوري هذه الروابط:
263760 - 265121 - 259342 - 265858