السؤال
في البداية منذ أربع سنوات كنت أعاني من انفصام الشخصية؛ حيث أني كنت أسمع أصواتا، وتعالجت عند طبيب نفسي، وكان يعطيني إبرا للفصام، وعندما تحسنت حالتي خفف لي العلاج؛ ما أصابني بانتكاسة، وهي عدم النوم نهائيا ولو حتى الثانية، لا أنام ليلا ولا نهارا؛ مما اضطرني للذهاب إلى طبيب آخر؛ حيث وصف لي دواء الريسبردال 2 ملغم في الليل، وكلونكس نصف حبة، وريمرون نصف حبة، وهذا منذ سنتين ونصف، وأصبح الطبيب يخفف لي الدواء حتى الآن فقط أتناول حبة ريسبردال، وقد زاد وزني كثيرا، وأنا أنام فقط أربع ساعات على دواء الريسبردال.
سؤالي: هل ممكن أن أعود للنوم الطبيعي؟ وما هي طبيعة مرضي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكما ذكرت قد تم تشخيص حالتك لمرض الفصام، وأنا لا أحب مسمى (فصام الشخصية) لأنه في الأصل لا يوجد انفصام في الشخصية، هذا المسمى قد يكون مسمى شائعا على المستوى الشعبي، لكنه ليس بالتسمية الصحيحة، ومرض الفصام هو مرض معروف، ويصيب واحدا إلى اثنين بالمائة من الناس، وبفضل من الله تعالى هذا المرض الآن يستجيب للعلاج بنسبة عالية جدا، والفصام له عدة أنواع:
1) هنالك ما يعرف بالفصام الباروني.
2) وهنالك الفصام البسيط.
3) وهنالك الفصام التخشبي.
4) وهنالك الفصام الهيفريني.
الفصام الذي يتميز بهلاوس سمعية غالبا ما يكون من نوع الفصام الباروني، وهذا هو أفضل أنواع الفصام من ناحية الاستجابة للعلاج.
فأيتها الفاضلة الكريمة: نصيحتي لك هي متابعة الطبيب، والنصيحة الثانية هي ضرورة الاستمرار على العلاج، وأنا أؤكد لك أن الاستقرار على العلاج هي النافذة الأساسية التي يستطيع الإنسان من خلالها بفضل من الله تعالى أن يعيش حياة طبيعية.
مرضى الفصام الآن يمكنهم أن يعملوا، أن يتزوجوا، أن تكون لهم مساهماتهم الاجتماعية، فليس هناك ما يمنع مريض الفصام الآن من أن يقوم بكل واجباته الحياتية، وأن يعيش حياة طيبة وهانئة مستقرة، هذه بشرى كبيرة يجب أن تستفيدي منها، والشرط الوحيد هو تناول العلاج.
أتفق معك تماما أن الأدوية مثل الرزبريادال قد تزيد الوزن قليلا، ولكن هذه تضحية بسيطة - أيتها الفاضلة الكريمة - لأن الرزبريادال دواء متميز في التحكم في هذا المرض، والجرعة بعض الناس يتناولون جرعات أكبر قد تصل إلى 12 مليجراما في اليوم، الذي تتناولينها الآن تعتبر جرعة بسيطة جدا، فاستمري عليها - من وجهة نظري – أو إذا جعلت هذه الجرعة ثلاث مليجرام ليلا، هذا سوف يحسن نومك ولا شك في ذلك.
ولتحسين النوم هنالك طرق أخرى كثيرة:
1) عليك أن لا تنامي في أثناء النهار.
2) لا تتناولي الشاي أو القهوة أو البيبسي أو الكولا أو الشكولاتة بعد الساعة السادسة مساء.
3) عليك بممارسة الرياضة.
4) عليك أن لا تنامي بعد الأكل، هذا مهم جدا وضروري جدا.
5) عليك أن تكوني حريصة على أذكار النوم.
فعليك: إذن أن ترفعي جرعة الرزبريادال إلى ثلاث مليجرام في اليوم، وهذا سوف يساعدك كثيرا، وأن تتجنبي النوم النهاري كما ذكرنا، أما بالنسبة لتخفيض الوزن فهناك عدة طرق منها:
1) التحكم في نوعية الأغذية والأطعمة التي تتناولينها، ومن الأفضل بالطبع أن تكوني حريصة على تجنب الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية كالسكريات والنشويات.
2) ممارسة الرياضة أيضا إن شاء الله فيها فائدة كبيرة جدا لتخفيض الوزن.
أود أن أؤكد لك أن الزيادة في الوزن بالنسبة للرزبريادال دائما تكون مرتبطة بالشهور أو السنة الأولى، بعد ذلك إذا تحكم الإنسان في غذائه ومارس الرياضة يحدث انخفاض كبير جدا في الوزن.
هنالك دواء يعرف علميا باسم (إرببرازول Aripiprazole) ويعرف تجاريا باسم (إبليفاي Abilifu) هذا الدواء متميز في علاج الفصام ولا يؤدي إلى زيادة في الوزن، لكن يعاب عليه أنه قد لا يحسن النوم، بعض الناس يتناولون هذا الدواء، ويتناولون معه دواء يعرف باسم (أتراكس) بجرعة خمسة وعشرين مليجرام ليلا، هذا يحسن النوم، والبعض الآخر يتناول الـ (إبليفاي) ومعه دواء آخر يعرف تجاريا باسم (لارجكتيل Largactil) ويعرف علميا باسم (كلوربرومازين Chlorpromazine) يتم تناوله بجرعة خمسة وعشرين إلى خمسين مليجراما ليلا.
إذن كل هذه وسائل وسبل جيدة جدا، المهم في نهاية الأمر هو أن تكوني منتظمة انتظاما ثابتا على تناول عقار الرزبريادال، وقد شرحت لك البدائل وهي تناول الإبليافي، ولا بأس أن أذكر لك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (استلازين Stelazine) ويعرف علميا باسم (ترايفلوبرزين Trifluperazine)؛ هذا غالبا يكون موجودا في فلسطين، بجرعة خمسة مليجرام، هذا الدواء لا يزيد الوزن ولكنه لا يحسن النوم.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأؤكد لك أن مرضك إن شاء الله قابل للتحسن للشفاء، بشرط أن تكوني حريصة على تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.