أسباب فقد النطق المفاجئ لدى الأطفال وعلاجه

0 711

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أود أن أطرح عليكم سؤالا حول فقد النطق المفاجئ لدى الأطفال، وخاصة فقد القدرة على الكلام، حيث لدي أخ في الخامسة من عمره، وقد فقد القدرة على الكلام، بل إنه لا يحاول أن يتحدث أو يخاطب أحدا، رغم أنه كان يتحدث بكل طلاقة قبل سنة ونصف تقريبا.

لكن كلامه بدأ يقل تدريجيا حتى أصبح الآن يقتصر على بعض الكلمات، وقد أجريت له جميع الفحوصات اللازمة من سمع وأعصاب وتصوير دماغ، وكانت كلها سليمة ولله الحمد، كما أن أخي لا يعاني من تشنجات أو غيرها، بل إنه طفل طبيعي.

وقد تم عرضه على طبيب نفسي، وقال إنه لا يعاني من مرض التوحد ولله الحمد، فأرجو أن تفيدني عن سبب فقد الرغبة في الكلام.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdulaziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن توقف الطفل عن الكلام بعد أن تعلمه وأصبح مدركا لقوانينه وأصوله يحدث في الغالب نتيجة لأسباب نفسية وليست لأسباب عضوية.

من الأسباب النفسية هي أن الطفل إذا كان قلقا أو مفتقدا للأمان أو أنه يريد أن تحقق له متطلباته دون انتقاد أو انتقاص، الطفل قد يعبر عن ذلك بشيء من الاحتجاج، وهذا الاحتجاج قد يصل إلى ذروة التوقف عن الكلام، وهذا النوع من التوقف عن الكلام ربما يكون اختياريا، والأمر ليس فيه تمثيل أو ادعاء، إنما كل هذه العمليات – أي التوقف عن الكلام بصورة انتقائية – يحدث على مستويات في العقل الباطني.

الذي أرجوه هو أنه إذا كان هناك إمكانية أن يعرض هذا الطفل على استشاري نفسي مختص في الطب النفسي للأطفال، فهذا سيكون أمرا جيدا ومحمودا، والطبيب النفسي لا يستطيع أبدا أن يحدد العوامل التي تؤثر على الطفل أو أثرت عليه دون أن يجري دراسة مستفيضة على الأسرة، والعلاقات الأسرية، وكل ما يتعلق ببيئة الطفل.

وفي بعض الأحيان يكون السبب بسيطا جدا، والنكوص لدى الأطفال -أي أن يرجع الطفل إلى مرحلة تطورية بدائية كأن عمره ستة أشهر فقط مثلا- هذا يحدث للأطفال كتعبير عن الاحتجاج أيضا.

الأطباء يشخصون هذه الحالات بعد تدارس الأسرة كما ذكرت، وكذلك ظروف الطفل، والعلاج دائما يكون من خلال احترام الطفل وتقديره وإشعاره بالأمان، وإتاحة الفرصة له بأن يمارس الألعاب خاصة الألعاب المفضلة إليه، من خلال هذا التفريغ النفسي يمكن للطفل أن يتم علاجه ويبدأ في الحديث مرة أخرى إن شاء الله.

كما ذكرت وتفضلت فإن الطفل ليس لديه ما يشير إلى وجود أي علامات من علامات التوحد أو مرض (إسبرجر) وهو مرض قريب للتوحد، وتوجد علة أخرى تسمى بـ (متلازمة رتس Retts) هذه متلازمة تصيب البنات فقط، وفيها بعد أن يكتسب الطفل مقدرات لغوية تجد أن مستوى الكلام لديه قد تدهور، حتى يتوقف تماما، ويكون للطفل أيضا مشاكل عضوية عصبية أخرى كثيرة.

وهذا لا ينطبق أبدا على هذا الطفل، لكني ذكرته فقط من قبيل إكمال المعلومة العلمية.

إذن الأمر نستطيع أن نقول إنه نفسي، والعلاج عن طريق اللعب هو علاج مهم وضروري، وإشعار الطفل بالأمان وأنه مرغوب فيه، هذا لا شك أنه سوف يحسن من دافعيته ويشعره بالطمأنينة مما يزيل عنه هذه العلة، إن شاء الله، ونرجو أن تتواصل معنا مستقبلا لنعرف التطور الذي وصل إليه حال الطفل، والعرض على الطبيب أعتقد أنه سوف يكون مطمئنا لكم، نسأل الله له الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات