السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
البشرة لدي جافة، ونضارة الوجه تكاد تكون معدومة بسبب إفراطي في ممارسة العادة السرية، فهل بإمكاني إعادة الوجه لسابقه؟ ولدي بعض الشعيرات في حواجب الوجه تتساقط، فهل هناك طريقة للمحافظة على الحواجب من التساقط؟
حبذا لو أعلمتموني بوجبات أو أنواع معينة من الخضروات والفواكه تفيد نضارة الوجه وتعيده لسابق عهده!
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد،،،
الأمر ببساطة يحتاج إلى تغيير نمط الحياة الذي تعيش فيه، فالإفراط في العادة - كما ذكرت في السؤال - يدل على أنك تعيش جوا من الإثارة، والذي قد يكون من صنعك أو صنع غيرك، وما عليك إلا أن تعزم على مغادرة هذا الجو للانتقال إلى الحياة الصحية والصحيحة، والتي فيها السعادة الحقيقية، لا السعادة العابرة التي تورث الندامة، وتفقد الحياة النضرة.
إن كانت النضارة قد تم فقدانها من الوجه بسبب العادة كما تقول، فمن البديهي أن تمنع نفسك عنها، وتستعيض عنها بما هو مفيد ومنتج، والعلاج السببي هو الخطوة الأولى، فالمريض الذي ينزف مهما أعطيناه من الدم دون إغلاق الجرح يبقى معرضا للخطر، ولكن إن تم إغلاق الجرح يزول الخطر ويكفيه القليل من الدم.
الوقت يمضي، وصناعة المستقبل تهدر ساعاتها، وعليك باستدراك ذلك قبل أن تجد نفسك أقل من أقرانك أو خلفهم ولا تستطيع اللحاق بهم، الرياضة المنتظمة والغذاء السليم المتوازن والراحة النفسية بأسبابها العديدة، مثل التفوق الدراسي والمهني، وإرضاء الله عز وجل، كل ذلك يعيد للوجه النضارة، وللحياة السعادة، وللنفس الاستقرار، فالرياضة هي البديل للعادات السيئة، وهي مفيدة لكل أجهزة الجسم، وأن تكون رياضة منتظمة مناسبة لعمرك وممتعة لك، وتؤدي إلى تسارع القلب وإلى التعرق.
الغذاء يجب أن يكون متوازنا، أي يحوي الفيتامينات اللازمة، وهذا متوفر في الفواكه والخضروات الطازجة، ويحوي السكريات بالحد الذي لا يزيد عن الحاجة، وهذا متوفر في كل مشتقات الأرز، والقمح، والمواد الكربوهايدراتية، ويحوي البروتينات بالحد اللازم، وهو متوفر في اللحوم.
أما الرضا النفسي فهو يتوج ما ذكرناه، فالرضا عن الذات من خلال الإنتاج، ومن خلال الشعور بأننا مع الله، وأنه هو معنا يحسن كل شيء، بما في ذلك جهاز المناعة المسؤول عن تحسين وضع الجسم عموما، ومقاومة كل ما يقلل من صحة الإنسان.
أما تساقط شعيرات من الحواجب فهو غير مرضي إن لم يؤد إلى فقدان شكل الحاجب؛ حيث أن الشعر يتبدل باستمرار، فنفقد بعض الشعيرات اليوم ونكسب غيرها، أما لو أدى إلى فقدان جزء من الحاجب فقد يكون ثعلبة (235283) أو يكون عرة نتف الشعر (278857).
إن وجبات الغذاء وحدها لا تعيد النضارة للوجه، بل يجب أن يكون هناك تكامل في التعامل مع المشكلة، ابتداء من السبب وانتهاء بما ذكرناه من العوامل المتعددة والمتداخلة في هذا الموضوع.
من باب إتمام الموضوع أرى أن نحيلكم إلى الاستشارة رقم (283863) والتي تناقش الوجه الأصفر والشحوب، وكذلك رقم (250968) والتي تناقش نقاء البشرة، وأيضا الاستشارة رقم (288907) والتي تناقش الوجه الرمادي، والذي قد يكون مصدره أسبابا داخلية، مثل الأدوية، والأكزيما البنيوية، وغير ذلك مما هو أخطر.
أما عن كيفية التخلص من العادة السرية، فنلخص لك ذلك فيما يلي:
1- الزواج: وذلك بأن ندعو الله أن يرزقنا ما فيه الخير لنا، ندعوه مخلصين ولنتذكر (من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
2- النية الصادقة بترك هذه العادة التي أثرت على نفسيتك، وبقوة النية، والصدق بالترك، تعمل بقية العوامل أدناه.
3- قوة الإرادة، والثقة بالنفس، ويكون ذلك عن طريق التدريب.
4- الاستعانة بالله بالدعاء والتقوى على كل شيء.
5- الصلاة والسنن والنوافل: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).
6- مراقبة الله: وذكره بشكل يدل عل أنك تتخيلين أن الله ناظر إليك.
7- غض البصر، وتجنب الاختلاط، فهما من أهم الأسباب المحرضة على التهيج.
8- الصيام: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
9- عدم الفراغ: وذلك بوضع برامج متتالية لا تسمح للنفس بالتفكير بسفاسف الأمور، بل إنجاز وراءه التزام، وبعده مشروع، وبينهما تكليف، وبين ذلك وذلك جداول من الأهداف التي نحققها (الهوايات المفيدة، تعلم الكمبيوتر وعلومه، حفظ القرآن الكريم، دورات لغات، العمل في التدريس والحياة مع الجيل الجديد، التخطيط للمستقبل.. وغيره من ملايين المشاريع، تابع صناع الحياة وغيره مما هو مفيد ...).
10- عدم تهيئة الأسباب للوقوع في الخطأ (أي لتكن حجرتك مشتركة مع إخوتك، وابتعد عن كل ما يؤدي للخطأ، وتخلص من العوامل المهيئة والمذكرة، واعلم أن التخلص من الأسباب يعتبر من أسباب التوبة الصادقة).
11- البدء بمشروع حفظ كتاب الله فهو سيفيد بالثواب والتقرب إلى الله، وسيفيد بملء النفس إيمانا، وسيفيد بملء الوقت، وسيفيد بتحقيق الذات، وسيفيد بجعلك مستجاب الدعاء، فيستجيب الله دعاءك بالعافية والتخلص من العادات السيئة، ويستجيب بتحقيق الزواج من المرأة الصالحة التي تسعدك بمشيئة الله.
12- الخوف من الرياء (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون).
13- المسلمون وما يعانون منه يحتاجون نفوسا مخلصة تدعو الله لهم بالخلاص، فهل نكون نحن المتقون الذين يدعون للمسلمين أم نتخلى عنهم حتى بالنفس الطاهرة التي تدعو الله بالفرج.
14- الرياضة المنتظمة اليومية وبشكل مترقي وتسجيل أرقام قياسية متتالية وبدون كلل.
15- عدم الخلوة مع النفس، وعدم تهيئة أسباب الخلوة.
16- الوضوء أغلب الأوقات.
17- عدم تحريض الذكريات، بل الاستعاذة لأدنى خاطرة محرضة على استثارة النفس.
18- التخلي قدر الاستطاعة عن البرامج التلفزيونية المهيجة والمثيرة.
19- البحث عن الصحبة الصالحة التي تذكر الإنسان بالله، وبالعمل المثمر الجاد، وأن الحياة سباق، والتي نمضي معها الأوقات التي نثاب عليها من خلال تعاملنا كيف نحيا وكيف نبني مستقبلنا ومستقبل الأجيال من بعدنا.
ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على:
• أضرار هذه العادة السيئة: (2404 - 3858 - 24284 - 24312 - 260343).
• كيفية التخلص منها لمن ابتلي بها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119).
• الحكم الشرعي للعادة السرية: (469 - 261023 - 24312).
والله الموفق.