السؤال
أنا فتاة في الصف الأول ثانوي، عمري (15 سنة) أحب معلمتي حبا شديدا، وأريد أن أجعلها تعرف أني أحبها، ولكني أخجل أن أقول لها ذلك، وهذا الفصل آخر فصل لي معها، وأنا أريد ألا تنقطع علاقتي بها، فأرجو منكم النصيحة.
أنا فتاة في الصف الأول ثانوي، عمري (15 سنة) أحب معلمتي حبا شديدا، وأريد أن أجعلها تعرف أني أحبها، ولكني أخجل أن أقول لها ذلك، وهذا الفصل آخر فصل لي معها، وأنا أريد ألا تنقطع علاقتي بها، فأرجو منكم النصيحة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العيناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حب الطالبة لمعلمتها من الأمور المطلوبة، إذا قام ذلك الحب على أسس صحيحة ولم يتجاوز الحدود المقبولة للحب، والحب الصحيح ما كان في الله ولله وعلى مراد الله، والشرع يطالب الطالبة بتقدير معلمتها وحبها، وتدعوها الشريعة إلى زيادة حب المعلمة المطيعة لله الناصحة لها ولزميلاتها.
وإذا كان حبك للمعلمة لكونها معلمة ولكونها مطيعة لله؛ ولأنها تؤدي واجبها على الوجه الأكمل فهنيئا لك ولها، والدين يطالبك بإخبارها، أما إذا كان حبك للمعلمة لجمال شكلها أو لحسن هندامها، أو لأي مظهر مادي دنيوي، فخير لك انقطاع العلاقة، وكل محبة أو أخوة لا تقوم على التقوى والإيمان والخير، تنقلب في الآخرة إلى عداوة، قال تعالى: (( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ))[الزخرف:67].
وأرجو أن تجتهدي في البحث عن صديقات صالحات، فالإنسان بحاجة إلى من يذكره بالله إذا نسي، وإلى من يعينه على طاعة الله إن ذكر، واجعلي صداقاتك معهن قائمة على النصح والتواصي بالحق وبالصبر عليه.
ولا مانع من أن تكثري من الدعاء لمعلمتك، وأخبريها بأنك تحبينها إذا كان حبك لها يقوم على أسس صحيحة، واعلمي أن بينكم فوارق كبيرة في السن، وأنت بحاجة إلى صديقات في سنك وعمرك، ولا يخفى عليك أن التواصل مع المعلمة والاستفادة من إرشاداتها ونصائحها له وسائل عديدة.
ونحن في الحقيقة نحسن الظن بمعلماتنا وبناتنا، ولكننا نحرص على الاعتدال في الحب والاشتغال بالمهم، وندعو أنفسنا وإخواننا وأخواتنا إلى ضرورة أن نعمر قلوبنا بحب الله، وأن ننطلق في كل محابنا من قاعدة الحب في الله ولله وبالله.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وحبه، ثم ندعوك إلى حب رسول الله وأصحابه والصحابيات رضي الله عنهم، وحب كل الصالحين والصالحات، وعلينا أن نحب الوالدة والوالد في إرضائهم؛ لأن رضاهم يجلب رضوان الله، والمسلمة تحب المسلمين والمسلمات وتكره في العصاة عصيانهم لله، وتزيد في حب من يطيع الله، وتحب كل من تدعونا الشريعة إلى محبتهم، وننصحك بكثرة الدعاء لنفسك وللمسلمين، ونسأل الله أن يجمعنا برسولنا وحبيبنا في دار كرامته.
وبالله التوفيق والسداد.