التلعثم في الكلام بعد الطلاقة

0 541

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طفلي عمره سنتان وشهر، بدأ ينطق بعض الكلمات منذ سنة تقريبا، وكان تفاعله مع المحيط والآخرين طبيعيا في ذلك العمر، وكان يردد ما يقال له ويفهم وينفذ معظم ما يقال له، مثل: أحضر الماء أو اجلس أو اذهب، ولكن بعد ذلك بستة أشهر بدأ بالتراجع وبدأ يقل تفاعله مع الآخرين، وتقل استجابته للكلام الموجه له، وفهمه لما يقال له، وقلت الكلمات التي ينطقها، ثم توقف عن ترديد ما يقال له، والآن لا ينطق إلا بكلمات عشوائية.

أشعر أنه لا يفهم معناها، مثل (أدا، دا) فقط، وحدث معه أنه كان يضحك فجأة بدون سبب، وقبل النوم دون وجود ما يضحكه، ولكن -ولله الحمد- حدث هذا مرة أو مرتين ولم يتكرر، فما تفسير ما حصل له؟ وما الحل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التذبذب فيما يمكن أن نسميه بالمراحل الارتقائية لدى الأطفال - أي مراحل التطور الجسدي واللغوي والوجداني - يختلف من طفل إلى آخر، وقد يكون هنالك نوع من التفاوت، كما أنه في بعض الأحيان نحن الكبار يكون تقديرنا لإدراك الطفل ليس بالدقة المطلوبة.

هذا الطفل - حفظه الله - يحتاج لتقييم فيما يخص مستوى الذكاء لديه، يحتاج لتقييم النظر في المراحل الارتقائية المختلفة كما ذكرت لك، ومن وجهة نظري أن التقييم هذا يمكن أن يتم في خلال الستة الأشهر القادمة؛ لأن هذه هي المرحلة الحرجة تقريبا فيما يخص التطور اللغوي.

اكتساب المهارات خاصة مهارة الكلام ثم افتقادها، إذا كان تقييمنا هذا تقييما دقيقا هذا شيء مهم، ولا يمكننا أن نتجاهله، ولا أعتقد أن الطفل لديه مؤشرات تشير إلى أنه يعاني من علة التوحد، لكن هذا لابد أن نعتبره أيضا، ومستوى إدراكه وذكائه أيضا أمر يتطلب التقييم.

هناك علة تعرف بمتلازمة (رتس Retts) وهي علة تحدث للبنات فقط، يكتسب فيها الطفل بعض المهارات والمقدرات ثم يفقدها ويتدهور بصورة شديدة، هذا لا ينطبق على هذا الطفل حفظه الله، لأني أعتقد أنه ذكر.

فنصيحتي لك أن يقيم الطفل، والتقييم يمكن أن يكون عن طريق طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب.. هذا هو الحل الأفضل؛ لأن التفسير للحالة قد لا يكون دقيقا.

ثانيا: قد تكون حدثت التهابات دماغية بسيطة للطفل ولم يلاحظ هذا، أدى هذا إلى شيء من التأخر في المراحل الارتقائية، والعلة ظهرت في اضطراب الكلام، وإذا كانت هنالك أي حالات وراثية في الأسرة لابد أن يرعى هذا.

وما ذكرته لك يجب أن لا يسبب لك أي نوع من التخوف، هذه تحوطات طبية وإجراءات مهمة لأن نصل إلى الحقائق، تقييم الطفل إذن هو الأساس لأن نصل إلى حقيقة الأمر، وختاما نشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يعافيه، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات