السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحمد لله الذي سخركم لأمة خير الأنام، لتغدقوا عليها مما علمكم الله تعالى وتشيروا عليها فتجد عندكم الجواب الكافي.
مشكلتي وما يؤرقني هو أنني لم أعزم أبدا على عمل شيء صالح من أمر الدنيا والآخرة فأكمله، فمثلا أعزم على حفظ نصف حزب من القرآن يوميا ومعه تشمير على الساعدين في أمر الدراسة، فأبدأ بالتطبيق لمدة ثم أجد من نفسي الفتور ومعه شيء من النفور.
ورغم أني أعلم أن لكل شرة فترة، لكني في أشد الحاجة للسعي وبذل مجهودات جمة وتنظيم الوقت، والأهم أنني إن فرطت في دراستي فسأرسب لا محالة.
أرجو أن تكونوا قد تفهمتم حالتي، أريد حلا لكي أستطيع تحقيق الاثنين معا. بوركتم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، وهذا مثل ضربه رسولنا صلى الله عليه وسلم لمن يتحمس ويكلف نفسه فوق طاقتها، والمتسابق الناجح يبدأ بسرعة معتدلة من بداية السباق وحتى نهايته، ولكن المنبت يبدأ بسرعة فائقة وحماس زائد ولكنه يسقط في منتصف الطريق، وتهلك الدابة دون أن يقطع أرضا ودون أن يبقي لنفسه ظهرا.
والاعتدال مطلوب في كل عمل، وهو توجيه النبي صلى الله عليه لأمته حيث قال: (تكلفوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا)، ووجهنا بأن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع، ومن هنا فنحن ننصحك بما يلي:
1- اللجوء إلى الله، وتقواه في السر والعلن.
2- إعطاء النفس حظها من الطعام وحقها من الراحة.
3- تنظيم وقت الدراسة وتحديد وقت لتنفيذ المشاريع.
4- تحديد أهداف واضحة ومتناسبة مع قدرة الإنسان.
5- الانتباه للدرس وتحديد النقاط المهمة.
6- الاقتراب من أصدقاء صالحين جادين حريصين.
7- الاستعانة بالله والثقة بتأييده.
8- الفرح بالنجاح ولو كان ضئيلا، حتى يكون ذلك دافعا لتحقيق المزيد.
9- عدم إكراه النفس على المذاكرة في لحظات فتورها.
10- اختيار الأوقات المناسبة للدراسة.
11- اختيار المكان المناسب والإنارة المناسبة عند المذاكرة.
12- وضع أوقات حرة للترقية بين أوقات الجد والمذاكرة (ساعة وساعة).
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر ترحيبا بك في موقعك ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك.
وبالله التوفيق والسداد.