الحزن والإحباط نتيجة تدني المستوى الدراسي وفقدان التميز

0 511

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا طالبة في الثانوية، متفوقة في مساري الدراسي ولله الحمد، لكن هذه السنة منذ بداية الموسم -أي بعد شهر رمضان بالتحديد- أصبحت أحس بالحزن وبيأس شديد دون مبرر يذكر، حتى انعكس ذلك على دراستي، وأصبحت أحصل على نقاط ليست جيدة تماما، وكذلك أصبحت أمرض كثيرا، حتى أنني أفكر باعتزال الدراسة، وتراودني مثل هذه الأفكار التي تهدم الإنسان، ولم أفهم ماذا يحدث لي ! فتغيري المفاجئ جعلني في حالة إحباط دائمة، رغم أنني كنت أقوم بعباداتي وأقرأ القرآن، وأحاول حفظه، وكنت في قمة السعادة والاطمئنان النفسي، لكن في هذه الفترة -أي بعد رمضان- تراجعت وأصبحت كالميتة لا أعمل أي شيء، ما يزيدني كآبة، وأحاول محاربة نفسي في كل مرة لكنني أفشل .

زيادة على هذا هناك بعض الناس يفرحون بما أعيشه من توتر نفسي، ويزيدون من إحباطي أكثر، وهذا ما يحدث في قسمي، فإنهم يفرحون لفشلي!

ساعدوني، فأنا أشعر كأنني تائهة في هذا العالم، وأود استرجاع قوتي وحيويتي السابقة، وإرادتي التي كنت أوصف بها.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آسيــا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

الإنسان قد يتذبذب نفسيا ووجدانيا، وحالات الكآبة والكدر والمزاج هي أمور يتعرض لها البشر كثيرا في بعض الأحيان، وأحيانا قد تكون لها مسببات، وفي أحيان أخرى قد لا تكون لها مسببات، وإذا استمرت حالة الكآبة أكثر من ستة أسابيع فهنا لابد من التدخل العلاجي، والتدخل العلاجي يكون في شكل دواء مع بعض الأمور السلوكية، واستمرارية الاكتئاب تعني أن كيمياء الدماغ حصلت فيها بعض التغيرات، ومن أهم هذه التغيرات ما يحدث للمادة التي تعرف باسم سيرتونين، فهي مادة أساسية فيما يخص التحكم في المزاج، فقد يحدث ضعف في إنتاجها أو عدم انتظام فيها، وهذا يؤدي إلى الشعور بالكدر والكآبة، وعليه أيتها الفاضلة الكريمة فإن حالتك قد استمرت لفترة طويلة نسبيا.

الذي أنصح به هو تناول أحد الأدوية الجيدة والفاعلة، والتي -إن شاء الله- تحسن المزاج، وترفع من درجة الدافعية لديك، مما يعيد ثقتك إلى نفسك، وتكوني مثابرة مرة أخرى كما كنت سابقا، الدواء يعرف باسم بروزاك، واسمه العلمي هو فلوكستين، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي (20) مليجراما، تناوليه بعد الأكل، واستمري عليه لمدة شهر، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، واستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

يتميز البروزاك بأنه دواء سليم، ويزيل القلق والتوتر والاكتئاب، ويحسن كثيرا من الدافعية النفسية وكذلك الجسدية.

بجانب العلاج الدوائي، أريدك دائما أن تتذكري أنك كنت فتاة نشطة وذات أفكار إيجابية، وهذا هو الرصيد الحقيقي الموجود لديك، وهذا يجب أن يكون عاملا لإطلاقات جديدة، وهذا يتم من خلال التفكير الإيجابي، وتذكر مقدراتك، وأنك في بدايات الشباب، وهذه هي المرحلة التي يكون فيها أفضل الطاقات النفسية والجسدية، ولابد من المثابرة، ولابد من الاجتهاد في الدراسة، ولابد أن تزرعي الأمل في نفسك بصورة جيدة .

أنصحك أيضا أن تمارسي رياضية تناسب الفتاة المسلمة، وأنصحك أيضا بأن لا تدعي للشيطان مجالا فيما يخص العبادات وقراءة القرآن، وخذي أيضا عملية المساندة من الآخرين، والإنسان يحتاج إلى الرفقة إلى النموذج وإلى القدوة الصالحة والرفقة الطيبة، وأنا عل ثقة كاملة أنه يوجد في محيطك الكثير من الفتيات الصالحات اللواتي يمكن الاستعانة بهن بعد الله تعالى، وأؤكد على أن تحرصي على تناول الدواء بالصورة التي وصفنها لك .

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

==============
لمزيد من الفائدة : يمكنك مراجعة هذه الاستشارات عن علاج الإحباط سلوكيا:
1131 - 234086 - 259784 - 264411 - 267822 - 248493

مواد ذات صلة

الاستشارات