اشتراط الزوج على الزوجة العاملة مناصفته في إيجار المسكن وتكاليف المعيشة

0 488

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عاملة، وزوجي يريدني أن أدفع معه بالنصف ثمن الإيجار والأكل، ويهددني بالتوقف عن العمل أو الطلاق!
أرجو المشورة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح ما بينك وبين زوجك، ويتم الألفة والمحبة بينكما.

لاشك أختنا الفاضلة أن خير ما توصى به المرأة وتنصح به أن تستقر في بيتها، ما دام ذلك ممكنا ولا تحتاج للخروج، فإن ذلك هو خير مكان لحفظ المرأة وصيانتها، ولتفرغها للقيام بحقوق الزوج وحقوق الأبناء، وهذه أشرف وظيفة تناسب المرأة وأشرف مهمة، وهي القيام على تربية الأبناء وإصلاحهم والقيام على شئون بيتها، وهي مهمة جليلة فتحتاج إلى من يسدها ويقوم بها بلا شك.

لذا فنصيحتنا أيتها الكريمة أنه إذا كان الزوج يتولى الإنفاق عليك ويقوم بواجب النفقة على ما يرام، بحيث لا تحتاجين للخروج، فخير لك أن تبقي في بيتك، ويتولى الزوج الإنفاق، فهذه هي الحياة الطبيعية، ومن حق الزوج بلا شك أن يمنع الزوجة من الخروج ما دام يأتيها بالنفقة والمؤونة، فإنها لا تخرج من بيته إلا بإذنه كما جاء في الحديث.

ثم إذا كان الزوج يمتنع من الإنفاق عليك، أو لا يؤدي القدر الواجب عليه كما ينبغي، فأنت بحاجة إلى العمل، فإذا كنت تحتاجين إلى العمل وكان العمل الذي تمارسينه عملا ملائما للمرأة المناسبة تستطيع معه القيام بواجبها الشرعي من التزام حجابها والابتعاد عن الخلوة بالرجال الأجانب، وتجنب المحظورات الشرعية، فلا حرج عليك أن تعملي.

نحن نوصيك وننصحك بأن تكوني عونا وسندا لزوجك إذا كان محتاجا لمساعدتك في ذلك، لاسيما إذا اشترط عليك أن تبذلي جزءا من مالك في مقابل إذنه لك بالخروج من البيت، فنحن ننصحك بأن تكون العلاقة بينك وبين زوجك على نوع من الإيثار والمودة والحب والإعانة في الخير والحرص على المشاركة في أعباء الحياة، لا أن تبنى على المشاحة والمسائلة والمحاسبة، فهذا خير لك وله وأدوم للألفة والمودة بينكما.

أختي الفاضلة: كوني على ثقة ويقين بأن كل ما تنفقينه على نفسك وعلى زوجك وعلى بيتك فإنك مأجورة فيه بإذن الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها) فكل ما تنفقينه على نفسك وعلى زوجك وعلى أهلك مذخور لك عند الله، فلا تظني بأنه ذهب سدى.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر أمرك وأن يخلف عليك كل ما تنفقينه وتبذلينه خيرا ويديم الألفة بينك وبين زوجك.

مواد ذات صلة

الاستشارات