السؤال
السلام عليكم ورحمة الاه وبركاته.
أنا متزوجة وأسكن بالطابق العلوي من بيت عمتي، وكذلك ثلاثة من أولادها متزوجون، ويسكنون في نفس العمارة وأنا توجهت إليكم؛ لأنني أريد حلا يرضي الله، ثم يرضي زوجي وعمتي أم زوجي، وكذلك عمتي بالأصل.
إن عمتي من النوع المستبد والمتحكمة في كل شيء، وتريد كل شيء لها، والمشكلة الأخرى إذا ذهبنا عندها أنا وزوجي وطفلي وكذلك الآخرون ترحب بنا، وما إن نلبث حتى تغضب وتعلم الأطفال يعملون أصواتا، ووتذمر من الصغار، وتقول أنا فقط هنا للصوت والضجة.
نحمل أنفسنا نذهب إلى بيوتنا، وإذا ما ذهبنا عندها تقول أنتم لماذا لا تأتوا عندي؟ أنا أمكم، ولا أحد يأتي، فماذا أفعل مع هذه المشكلة؟ وغيرها من المشاكل الأخرى الطويلة؟
أرجو الرد سريعا على هذه الرسالة، وكذلك بقية الرسائل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا.
واضح جدا -أيتها الكريمة- أن هذه العمة تكن لكم الحب والمودة، فتألمها من غيابكم عنها، وعدم زيارتكم لها دليل على المحبة لكم، وتعبيرها بهذه الكلمات الرقيقة، وأنها أمكم ونحو ذلك من الكلمات دليل صادق -إن شاء الله- على صدق محبتها لكم، فينبغي لك أنت خاصة من بين سائر زوجات أبنائها أن تتميزي في معاملتها، لما بينك وبينها من القرابة والصلة فهي عمتك من النسب، وهذا يعني من أرحامك الذين يتوجب عليك صلتهم.
ينبغي أن تكوني صبورة في تعاملك معها، وتقدري الظروف التي تعيشها هي لكبر سنها، فهي تريد منكم الزيارة والإكثار منها، وتود رؤيتكم ولكنها قد لا تتحمل الإزعاج إذا كثر عليها بسبب الصغار، فينبغي أن تقدروا لها هذا الظرف، وتكثروا من زيارتها والسلام عليها، مع إراحتها من تقليل الإزعاج عندها بقدر الاستطاعة.
كما ينبغي لك أنت -أيتها الكريمة- أن تحتسبي أجرك على الله تعالى في حسن الصلة للعمة، بإدخال السرور عليها بما تقدرين عليه من الكلمات الطيبة، ومحاولة إعانتها في شئون البيت بخدمتها في بعض الأحيان ونحو ذلك، فهذا وإن كان لا يلزمك شرعا لكنه بدون شك سبب أكيد، أولا: لاكتساب الأجر والرفعة عند الله سبحانه وتعالى، وثانيا: لتعميق الصلة بينك وبينها، ومن ثم شعورها بالرضا عن زوجك، وعن أبنائك وعنك، وهذا بلا شك -أيتها الفاضلة- يعود على حياتكم بالبركة.
إن رضا الله سبحانه وتعالى في رضا الوالد، فرضا عمتك على ابنها الذي هو زوجك بدون شك، سيعود أثره عليك وعلى أبنائك وعلى استقرار البيت، مع ما تظفرين به من الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى بحسن صلتك لعمتك.
نرجو أن لا تتأثري كثيرا بما تلمسينه منها من حب استئثار أو نحو ذلك، فهذه عادة الكبار، ولكن المألوف والغالب في حياة هؤلاء الكبار أنهم يؤثرون من يحبونه من أبنائهم وبناتهم وزوجات الأبناء على أنفسهم، إذا أحبوه فإنهم يقدمون من يحبونه على أنفسهم، ولهذا نحن على ثقة أنك إن بذلت وسعك في تحسين معاملتك لعمتك، فإن هذا سيعود عليها بأثر بالغ مما يدعوها إلى مزيد من حبك مع وجود هذا الحب الذي سبق أن يعرف من كلامها من قبل.
النفوس -أيتها الأخت الكريمة- مجبولة فطرها الله سبحانه وتعالى على حب من أحسن إليها، فقد قال سبحانه وتعالى: ((ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))[فصلت:34]، فهذا العدو يكسره الإحسان ويأسره فكيف بالقريب الحبيب، لا شك أننا إذا أحسنا إليه سنستطيع أسر قلبه وملكه بالكلية.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتولى عونك، وأن يوفقك للخير وييسره لك.