السؤال
السلام عليكم.
أعاني من الخمول والكسل.
أنا طالبة في الجامعة، عمري 24 سنة، أعيش في السويد منذ أن كان عمري 14 سنة.
عندي نقص حديد وفيتامين ب12، ذهبت للطبيب وأخذت دواءين للعلاج، واحدا لنقص الحديد والثاني لفيتامين b12.
وأيضا لدي ضعف في الذاكرة، يعني إذا لم أكتب ما سأفعله أنسى، ولم أعد أحفظ بسهولة سواء المناهج أو المعلومات أو القرآن أو الأحاديث.
عندي تقلب مزاج، ودائما خوف من كل شيء: من المستقبل، من الكلام أمام الناس، وأخاف من هجوم الناس، أخاف من معرفة الناس لأني صدمت في أصدقاء وأناس كثيرين، وأعاني من توتر رهيب حتى لو كان ما سأقوم به أمر بسيطا.
عندي أيضا شعور دائم بأني محسودة، لأني كنت متفوقة في الدراسة لكني الآن لم أعد كما كنت، وأصبحت لا أذاكر كثيرا، وغيرت مجال الدراسة من كلية القمة ـ سياسة واقتصاد ـ التي درست بها سنتين، وأصبحت أكرهها .. وشعرت بصعوبة المواد فقررت دراسة اللغة العربية، فدرست سنة ونصف وباقي المشروع وأحصل على أعلى شهادة، ثم بدأت الدراسة في كلية أخرى تسمى دراسة الشرقيات، أي -شرق الأوسط وآسيا- وما زلت أدرس بها وباقي سنة، ولكن لم أرسب في أي سنة ولم أحصل على شهادة حتى الآن.
لذلك أخاف دائما من الحسد، وأقرأ سورة الفلق كل يوم صباحا ثلاث مرات، ومن كثرة هذا الشعور كنت أكذب حتى لا أقول شيئا عن الدراسة مثلا أو إنجاز حققته، فأخاف أن يحسدني الناس عليه.
الشيء الآخر: أنني ليس لدي أي شعور بالرضا عن الذات، وليس عندي ثقة بالنفس نهائيا، وأشعر أن كل أمراضي نفسية من كثرة ما أعاني منه.
أرجو أن تسعدوني في حل مشاكلي، فربما أجد عندكم الدواء الشافي حتى لو كان مجرد كلمات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mai mohamed y حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن حالتك واضحة جدا، وهي أنك تعانين مما نسميه بالاكتئاب النفسي الفصلي أو الموسمي، وهذا نوع من الاكتئاب النفسي الذي نشاهده كثيرا في المناطق الباردة، ويتميز بشعور بالخمول وضعف في التركيز، والبعض قد يشتكي أيضا من زيادة بسيطة في الشهية نحو الطعام، والشعور بالإحباط وافتقاد الفعالية والدافعية هي من سمات هذا المرض أيضا.
نقص فيتامين (ب12) لا أعتقد أنه ذو علاقة أساسية، ولكن تصحيحه بالطبع مهم وضروري.
الذي أرجوه منك أن تمارسي تمارين رياضية، هذه الحالات تتطلب ممارسة التمارين الرياضية اليومية، ابدئي بمسافات قصيرة ولزمن محدود، ثم بعد ذلك ارفعي معدل الجهد الجسدي. هذا علاج أساسي.
ثانيا: يجب أن تتعرضي للضوء، ويجب أن يكون الضوء من النوع الساطع المكثف، وفي الدول الإسكندنافية مثل السويد توجد مراكز حقيقة للعلاج عن طريق الضوء؛ لأن هذه الحالات كثيرة ومنتشرة، والتعرض للضوء يجب أن يكون لمدة ساعتين على الأقل.
ثالثا: أنصح لك بتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، ومن أفضلها العقار الذي يعرف تجاريا باسم (بروزاك) والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين).
الالتزام بالدواء وجرعته والمدة العلاجية المطلوبة هي أهم الشروط لنجاح هذا العلاج بإذن الله تعالى.
ابدئي جرعة الفلوكستين كبسولة واحدة في اليوم، تناوليها بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، واستمري عليها لمدة شهرين، ثم ارفعيها إلى ثلاث كبسولات في اليوم -أي ستين مليجرام- تناولي كبسولة واحدة في الصباح وكبسولتين ليلا، استمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، بعد ذلك توقفي عن تناول الدواء.
يجب أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الدواء بجرعته الموصوفة كما ذكرت لك وللمدة المطلوبة.
الدواء من الأدوية السليمة، لا يسبب الإدمان، لا يسبب أي نوع من الآثار الجانبية الشديدة، كما أنه لا يؤثر على الهرمونات النسوية.
إذن: الأمر واضح، وإن شاء الله الحلول متاحة، وفي ذات الوقت لا بد أن تفلحي في تنظيم وقتك وإدارته بصورة طيبة، وإن شاء الله تعالى سوف تحسين أن الدافعية قد تحسنت لديك، وبعد ذلك اشرعي بجدية في الدراسة، وأسأل الله تعالى أن يجعلك من المتميزات والمتفوقات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.