تأتأة منذ الصغر سببت الحرج أمام الآخرين

0 386

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
أعاني من التأتأة منذ 14سنة، وبدأت مشكلتي عندما كنت في السادسة من عمري، فأنا عندما أبدأ بالكلام تزداد نبضات قلبي بشدة ويحمر وجهي وأصاب بارتعاش في يدي، خصوصا عند القراءة أمام مجموعة من الناس، فعندما تحدث التأتأة يبدأ الجميع بالضحك والسخرية مني! فأصبحت هذه الحالة تمثل عقبة في حياتي، وأنا بسبب ذلك أصبحت أفضل العزلة وعدم الاختلاط بالناس، وعندما أبدأ بالكلام يتأخر الكلام لمدة 20 ثانية بجانب الأعراض السابق ذكرها.

والتأتأة تشعرني بالحزن والاكتئاب، وكذلك تبدأ بالظهور في أول الكلام وفي منتصفه، والحروف التي أتتأتأ بها أغلبها: (ت,أ,د,ط,ب) وقد بدأت في ممارسة تمارين الاسترخاء.

أرجو من سيادتكم تشخيص حالتي بالتفصيل، كما أرجو أن تصفوا لي أدوية فعالة للتخلص من التأتأة مع طريقة استخدامها، وهل أستخدم دواء واحدا أم اثنين؟ أرجو أن يكون متداولا في مصر لتخليصي نهائيا من التأتأة.

ادعوا الله لي بالشفاء العاجل، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك، وأود أن أؤكد لك أن التأتأة شائعة جدا، وهي تكثر وسط الذكور، والتأتأة التي لديك مرتبطة بالقلق، فالقلق النفسي هو المثير الأساسي لما تعاني منه من تأتأة، ويظهر أن ما وصفته بالسخرية من قبل الآخرين حين تتكلم كان له مردود ووقع سلبي على نفسك.

ومن أهم الأشياء كي تتخطى هذه العقبات النفسية:

أولا: أن تعلم أن التأتأة ليست عيبا.

ثانيا: من كانوا يسخرون منك أعتقد أن الجهل كان يسيطر عليهم، فأرجو أن تجد لهم العذر وأن تتغاضى عن هذه المرحلة.

ثالثا: أود منك أن تقوم بإجراء تمارين، منها أن تحدد الأحرف التي تجد صعوبة في نطقها وأنت قد قمت بذلك، وأريدك أن تدخل هذه الأحرف في كلمات ومن ثم تدخل هذه الكلمات في جمل، وتردد هذه الجمل بصوت عال.

وأريدك أيضا أن تقرأ بعض القطع النصية من أي كتاب أو مجلة وتستذكرها بصورة جيدة، ثم بعد ذلك تقوم بتسجيل ما قرأته، ثم تستمع إلى ما قمت بتسجيله وتكرر هذا عدة مرات.

من الضروري جدا أن تركز على تمارين الاسترخاء، وأنا سعيد جدا أنك تقوم بذلك، وعليك أن تتعلم أن تبدأ الكلام بعد الشهيق، أي بعد أن تأخذ نفسا ابدأ بعد ذلك في الكلام.

من الضروري جدا أن تتحدث ببطء، هذا يفيد كثيرا، وأرجو أن لا تراقب نفسك، أعرف أن ذلك ليس بالسهل ولكنه ليس بالمستحيل، وحين تتحدث أمام مجموعة من الناس حاول أن تتلاعب بتفكيرك بأن تعتبر أن هؤلاء الناس غير موجودين أو هم في نهاية الأمر بشر مثلك.

تعلم مخارج الحروف ومداخلها يفيد كثيرا في الانطلاقة اللغوية، كما أن قراءة القرآن الكريم بتدبر وتؤدة يساعد أيضا في طلاقة اللسان.

بالنسبة للعلاج الدوائي فإنه توجد أدوية جيدة وفعالة ومعظمها أدوية مضادة للمخاوف والقلق، من هذه الأدوية العقار الذي يعرف تجاريا باسم (زولفت) واسمه في مصر تجاريا (موادبكس)، واسمه العلمي هو (سيرترالين) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي خمسين مليجراما، تناولها ليلا بعد الأكل لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة ستة أشهر أخرى.

وهنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول)، واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها لمدة أربعة أشهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.

الموضوع بسيط إن شاء الله تعالى، وكن أكثر ثقة في نفسك، ولا تراقب نفسك عند الكلام كما ذكرت لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات