أعشق فتاة وتعشقني ولا نصبر عن بعضنا.

3 575

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي زميلة أنا واقع في حبها وهي كذلك، ومنذ مدة ونحن نتراسل، وكل منا يحب الآخر، والحقيقة أنا لا أصبر عنها أبدا، فقد أعجبت بها بعد أن عرفتها جيدا وأعجبني ما لها من خصال وأخلاق ومواهب، كما أني متفق معها تمام الاتفاق، هي فتاة طيبة جدا، ونحن لولا الظروف لما أفصحنا لبعضنا بحبنا.

كانت البداية منذ سنة تقريبا، وكانت مجرد زمالة فقط ثم تطورت شيئا فشيئا، وقعت المعضلة في إحدى المرات، إذ أني كنت سأغير المدرسة، فما إن علمت الفتاة حتى تغير حالها وصارت الدمعة لا تفارق جفنها، حتى أني بكيت بحرقة! وفي الأخير لم أغير المدرسة فقط لأجلها.

والآن نحن على علاقة، وفي الأيام الأخيرة حاولنا قطع هذه العلاقة فمرضت أنا مرضا شديدا الله أعلم به.

ماذا عساي أن أفعل؟ خاصة أني شاب ملتزم إلا في هذه النقطة! أنا فعلا أعاني ولا أستطيع فراق الفتاة، رغم كل المحاولات الصادرة من طرفي وطرفها، والله يعلم كم اجتهدنا لتجنب معصيته، لكن دون جدوى، حتى أن مسألة الزواج بعيدة، ولو أن كل شيء بيد الله.

أرجو منكم نصيحة لي ولها، وماذا عسى كل منا أن يفعل، خاصة أن كلا منا يحاول جاهدا، ولكن .. الله المستعان.

أنتظر الجواب بفارغ الصبر، وأتمنى أن ينير الله بكم دربي ودربها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد؛

فقد أسعدني قولك: (الله المستعان) وأتمنى أن تستحضر معنى الكلمة التي قالها يعقوب عليه السلام، فرد الله عليه الولد والبصر، وقالتها عائشة فأنزل الله براءتها قرآنا يتلى، وقالها ابن عفان رضي الله عنه فثبته الله، وانتقم العظيم من قتلته، بعد أن تطاير دمه الطاهر على قوله سبحانه: ((فسيكفيكهم الله )) [البقرة:137].
ومرحبا بك وبالفتاة في موقعكم، ونسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يعصمكم من السوء والفحشاء، وأن يصرف عنكم الشيطان ونفخه ونفثه، وأن ييسر لكما الحلال، وأن يجنبكما كل شيء يجلب غضب الكبير المتعال.

ولا يخفى على أمثالكم أن هذا الدين لا يرضى بعلاقة لا تنتهي بالزواج، ولا يقبل بعلاقة غير معلنة تحت سمع الناس وبصرهم، حتى يأتي فيها الشاب البيوت من أبوابها.

ومن هنا فنحن ندعوك لقطع العلاقة والتوبة إلى الله، ولا مانع بعد ذلك من تصحيح الوضع بطلب يد الفتاة من أهلها، وحبذا لو أحضرت أهلك، ومن مصلحتكم إخفاء العلاقة السابقة، لأنها لم تكن شرعية، وهذا الدين دفعكم لإخفاء العلاقة السابقة لأنها لم تكن شرعية، وهذا الدين دفعكم للسؤال لأن الإثم ما حاك في الصدر وتلجج فيه، ونحن في الحقيقة نشكر لكم هذه الروح وذلك الضمير الحي الذي دفعكم للسؤال، ونحيي محاولاتكم المتكررة للتوقف، ونذكركم بأن الآثار المصاحبة للتوقف مع شدتها أخف بكثير من النفق المظلم الذي تدخلون فيه أنفسكم، فإن أي علاقة لا تقوم على أسس شرعية مخالفة ومعصية، وللمعاصي شؤمها ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))[النور:63].

ومن هنا فنحن ندعوك لإيقاف العلاقة والاجتهاد في إعداد ما تستطيعه من أجل إكمال مراسيم الزواج، فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح، ونوصيكم وأنفسنا بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير وأن يجمع بينكم على الخير، ومرحبا بكم في موقعكم بين آباء وإخوان يسعدهم أن تستقروا وتسعدوا.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات