السؤال
أنا شاب عمري (22) سنة، الرجاء قراءة قصتي بالتفصيل، وأعطوني العلاج:
الحمد لله منذ صغري وأنا مجتهد، وعلى مستوى عال من الذكاء - والحمد لله - في فترة معينة وتقريبا ما قبل الثانوية بمرحلة، أصبح عندي ضعف في الشخصية، وعدم الثقة في النفس، والخوف من كل شيء وخصوصا الخوف الاجتماعي، حيث كانت تزيد سرعة دقات قلبي، والتعرق وغيره، إلى أن وصلت مرحلة الثانوية العامة.
في الفصل الأول حصلت على معدل (83)، أما بالفصل الثاني فكنت راجعا من المدرسة، وكان يوم خميس عندما وصلت البيت أحسست بأنني غير موجود! وأن تركيزي قل، وأني لست مرتاحا، وأصابني شد في الرأس، فمن يومها إلى الآن وأنا أعاني من الأعراض التالية:
1- الرهاب الاجتماعي.
2- شبه فقدان في الذاكرة ( نسيان بشكل غير طبيعي)، حنى على مستوى إذا سألتني: ماذا فعلت البارحة؟ أنسى كل شيء!
3- غباش في العينين.
4. ضعف التركيز.
5- اكتئاب.
7- وساوس.
8- أحس بأني غير موجود، ولا أدرك الواقع الذي أمامي.
9- شد في مؤخرة الرأس وتخدير.
10- شد في الوجه بشكل عام.
11- خمول وكسل وضعف في الأعصاب.
12- أحلام مزعجة.
13- ما يحصل معي في النهار أحلم به بالليل.
14- انطوائية.
15- عدم مواجهة الآخرين.
من وقتها إلى الآن وأنا من طبيب إلى طبيب ومن شيخ إلى شيخ، وعملت كل الفحوصات وكلها سليمة والحمد لله، عملت تخطيط دماغ وصورة طبقية وb12 وأخذت إبر b12 ، وكان يعطيني دكتور الأعصاب ديباكين واستمريت عليه (8) أشهر، ولم أشعر بتحسن، ووصف لي العديد من الأدوية، لكن دون جدوى، وذهبت إلى العديد من أطباء الأعصاب المشهورين، لكن دون جدوي، وعملت فحص نظر، والحمد لله سليم، وراجعت العديد من الأطباء النفسيين، ولكن مع أخذي الدواء كانت حالتي تسوء.
ذهبت إلى العديد من الشيوخ، وبعضهم كان يعتقد أن بي المس، ولكن دون جدوى، وعملت حجامة مرتين في الرأس وفي أسفل الرقبة، وأخذت عدة أنواع من الفيتامينات والمقويات للذاكرة، ولكن دون جدوى، وأنا الآن أتعالج عند دكتور يعالج بطب يسمى طب المعلومات والقرآن، ولحد الآن لم أستفد.
أنا متيقن بأن الشافي هو الله، لكن أريد التنبيه إلى نقطة، وهي أن معاناتي هذه منعتني من التقدم بأي مجال، حتى إني أريد أن أكمل دراستي، لكن عندي خوف من مشاكل الذاكرة والنسيان، فوالله إن قلبي مليء بالأحزان والهموم، وكأن صخرة فوق قلبي!
أرشدوني ما العلاج؟ وبطرق عملية ومفيدة، وأتمنى أن تكون بعيدة عن الأدوية؛ لأن الأدوية دهورتني، وللأسف كل دكتور يتكلم في الدكتور الثاني، وكأننا فئران تجارب، فساعدوني بحلول بعيدة عن الأدوية وعملية .
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Akm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن حالتك واضحة جدا ومفهومة، وهي أنك تعاني من قلق عام، وهذا القلق ظهر أيضا في شكل مخاوف ووساوس وتوترات وقلق، ونتج عنه ما نسميه بالاكتئاب الثانوي.
لديك علة واضحة جدا، وهو ما نسميه بالاضطراب (الأنية) أو الشعور بالتغرب عن الذات، وقد وصفتها بصورة جيدة وواضحة جدا.
أيها الفاضل الكريم: العلاج يتمثل في الآتي:
1) يجب أن تكون لديك ثقة في نفسك.
2) يجب أن لا تترك هذه الأفكار مثل ضعف الشخصية وعدم الثقة تستحوذ عليك، هذه مشكلة أكبرى، ما هو المقاس الذي قست به شخصيتك لتعتبر نفسك شخصية ضعيفة؟ وما هو مقياس عدم الثقة الذي قمت بتطبيقه؟ هذه الأمور نسبية جدا أيها الفاضل الكريم، ويجب أن تفكر دائما أنك لست بأقل من الآخرين، لا تظلم نفسك، لا تحقر نفسك.
3) أنصحك بحسن إدارة الوقت، وحسن إدارة الوقت من الوسائل التي تشعر الإنسان بقوة شخصيته وتعطيه الثقة في نفسه، وأعني بحسن إدارة الوقت أن تقسم وقتك إلى ثلاثة أقسام أو مراحل.
القسم الأول: أن تقوم بمتطلبات الحياة العادية، من أكل وشرب ونوم وخلافه.
القسم الثاني من إدارة الوقت يتمثل في أن تجتهد في دراستك وتركز على دروسك.
القسم الثالث لإدارة الوقت: هو أن تحاول أن تكون بارعا ومبدعا ومتفوقا، وهذا يأتي من خلال التفكير الإيجابي أيضا، أن يكون لك تواصل اجتماعي،أن تتخذ الرفقة الحسنة،أن تزور أرحامك،أن تشارك في الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وهكذا، أي أن تكون مفيدا لنفسك وللآخرين.
4) أنت مطالب بممارسة الرياضة يوميا لمدة لا تقل عن أربعين دقيقة، الرياضة مفيدة وتبني طاقات نفسية وجسدية جديدة، وتزيل الطاقات النفيسة السلبية.
5) أنصحك أيها الفاضل الكريم بأن تكون حريصا على صلاة الجماعة في المسجد، صلاة الجماعة في المسجد تطمئنك وتجعلك قابلا للتفاعل الاجتماعي بصورة جيدة وبصورة تجعلك في نهاية الأمر تحس بالرضى، ومن خلال الصلوات الخمس يمكن أيضا أن تدير الوقت بصورة جيدة، ماذا سوف تفعل قبل الصلاة وبعدها وهكذا، ولا شك أن العبادات الأخرى من تلاوة للقرآن والذكر والدعاء ومعاملة الناس بحسن الخلق، كلها تضيف إلى رصيد الإنسان النفسي بصورة جيدة.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأقول لك: ابن دائما أفكارا إيجابية عن نفسك، ولابد أن تكون لك قدوة ونموذجا صالحا تتبعه، فهذا أمر مطلوب.
أنت ذكرت أنك قد أعطيت علاج دباكين، لا أعرف لماذا أعطيت هذا العلاج، هل كان لديك مثلا زيادة في كهرباء الدماغ؟ لأن هذا الدواء يعطى في مثل هذه الحالات.
أخيرا كنت أود أن أصف لك علاجا دوائيا ولكنك ذكرت أنك لا تريد أدوية، لكن عموما أود أن أطرح لك اسم دواء واحد فقط ولك الاختيار، إن شئت تناولته ففي هذا خير كبير لك إن شاء الله حسب ما أعتقد، وإن شئت أن لا تتناوله فالأمر أيضا متروك لك.
الدواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس)، والجرعة المطلوبة أن تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولها ليلا، ثم بعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى عشرة مليجرام، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء من الأدوية الممتازة والفعالة، والتي أسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها خيرا كثيرا، هذا إن شئت أن تتناوله، وما من داء إلا له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، وتتداووا عباد الله.
ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 )
وبالله التوفيق.