السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ فترة من الخوف من السفر بمفردي، وإذا سافرت لا أستطيع المواصلة لأني أشعر بخفقان في القلب، ورعشة في الأرجل، وتعرق مع خوف شديد، وقد حاولت أن أسيطر على نفسي ولكني لا أستطيع فأعود للبيت وأرتاح، وقد ذهبت لطبيب نفسي فصرف لي دواء (فاليم) نصف حبة مرتين، وأيضا علاج (كابرلكس) نصف حبة.
علما بأني أعاني من القولون العصبي، وقرحة في المعدة، وارتجاع في المريء، ولدي مشاكل في النوم، فأرجو أن تساعدوني؛ لأني أرغب في الزواج ولم أستطع؛ نظرا لوضعي النفسي المذكور، وهل هذا العلاج يعطي نتيجة أم لا؟ لأني محتار في استخدامه.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك تعاني من قلق المخاوف، وهو الذي يجعلك تحس بالخوف وعدم الطمأنينة في حالة السفر بمفردك، وهذا النوع من الخوف منتشر.
والعلاج يتمثل في يجب أن تحقر فكرة الخوف، يجب أن تجري حوارا مع نفسك: (لماذا أخاف؟ لماذا لا أكون مثل الآخرين؟ ملايين الناس تسافر حتى الأطفال يسافرون)، لابد أن يكون هنالك حوار، لابد أن لا نقبل مثل هذه الأعراض التي تسبب لنا القلق ونستسلم لها، هذا مهم جدا.
الأمر الثاني: أريدك أن تفكر في خيالك وبتركيز واسترسال، خطط لرحلة سفر طويلة وحدك، وأنك سافرت من بلدك إلى بلدان أخرى، وعش كل التفاصيل المتعلقة بحجز التذاكر وركوب الطائرة، والخروج من المطار، والذهاب إلى الفندق، عش هذه الخيالات بجدية، هذا نسميه بالتعرض في الخيال، وهو مهم لتسهيل العلاج العملي والتطبيقي.
بعد ذلك أنصحك أن تكثر من السفر حتى وإن كانت لمسافات قصيرة داخل البلد، وهذا يحسن من الدافعية لديك والإقدام على السفر.
بالنسبة للعلاج الدوائي أنت في حاجة إلى علاج دوائي، والفاليم الذي وصفه لك الطبيب لا بأس به، لكن لا تستعمله لمدة طويلة؛ لأن الفاليم دواء يؤدي إلى التعود، كما أنه يساعد في علاج الأعراض، ولكنه لا يقتلع الأمراض، أي أنه لن يزيل الخوف من جذوره، فقط يشعرك بشيء من الاسترخاء والطمأنينة الوقتية.
أما بالنسبة للعلاج الآخر وأعتقد أنك تقصد سبرالكس، إذا كان المقصود هو سبرالكس فهذا دواء جيد للمخاوف، والجرعة هي أن تبدأ بعشرة مليجرامات، تستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ترفعها إلى عشرين مليجراما وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى عشرة مليجرامات يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة مليجرامات – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – تناولها يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
الأدوية البديلة للسبرالكس هو عقار زولفت والذي يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) هذا عقار جيد، وجرعته خمسون مليجراما يوميا، يتم تناولها ليلا لمدة شهر، ويفضل تناول الدواء بعد الأكل، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبتين يوميا – أي مائة مليجرام – يمكن تناولها كجرعة واحدة ليلا أو بمعدل خمسين مليجراما صباحا، وخمسين مليجراما مساء، ومدة العلاج على هذه الجرعة أربعة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
لا أريدك أن تنتقل إلى هذا الدواء إلا إذا كان الدواء الذي ذكرته كسبرالكس ليس هو السبرالكس، أما إذا كان هو السبرالكس فاستمر عليه بالطريقة التي ذكرتها لك.
ونسبة لإصابتك بالقولون العصبي وقرحة المعدة فأود أن أضيف أحد الأدوية الجيدة والمضادة للقلق، والتي تساعد في أعراض الجهاز الهضمي، الدواء يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويسمى علميا باسم (فلوبنتكسول) تناوله بجرعة نصف مليجرام – أي حبة واحدة – في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به بالنسبة للعلاج الدوائي، وأنصحك بممارسة الرياضة، الرياضة تساعد كثيرا في علاج أعراض الجهاز الهضمي، كما أنها تجدد طاقاتك الجسدية والنفسية.
هناك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أيضا أريدك أن تمارسها، وللاطلاع عليها وتعلمها بصورة صحيحة أرجو أن تتحصل على كتيب أو شريط من أحد المكتبات يبين كيفية ممارسة هذه التمارين.
إذا كان خفقان القلب يسبب لك إزعاجا شديدا وكذلك الرعشة، بجانب الأدوية التي ذكرتها لك فهنالك عقار يعرف تجاريا باسم (إندرال) هو دواء جيد جدا لعلاج هذه الأعراض الفسيولوجية من تسارع في ضربات القلب أو الرعشة أو التعرق.
جرعة الإندرال هي عشرة مليجرام صباحا وعشرة مليجرامات مساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرامات صباحا لمدة شهر آخر، ثم يمكن التوقف عن تناوله.
إذن سوف يكون السبرالكس أو اللسترال هو علاجك الرئيسي، وسوف تكون الفلوناكسول والإندرال أدوية مساعدة، وعليك بتطبيق ما ذكرناه لك من إرشادات سلوكية، وهذا سوف يؤدي إلى شفائك من هذه العلة، وختاما نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.