كيفية ترغيب الطفل في ممارسة الرياضة

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني في الصف السادس الابتدائي، وكان يلعب الكاراتيه، صراحة كنت ضاغطة عليه؛ لأنها كانت الرياضة المناسبة له في مركز الشباب، المهم تركه منذ عامين ونصف، والإجازة الماضية طلب أن يلعب كرة القدم، رحبنا بذلك لأهمية ممارسة الرياضة، وذهبنا به إلى النادي، ولكنه لم يستمر، لا يريد بعد أن اشترينا الملابس والكاوتش والاشتراك، لا أعرف ماذا أعمل معه؟!

أريده أن يمارس أي رياضة، أخته كانت مثله ثم عادت وحدها من غير الضغط عليها، وقلت: سيرجع مثلها لكنه رفض رفضا تاما، ولا أريد أن أضغط عليه ثانية، أما إن هذا اسمه دلال، أخته الصغرى عمرها 7 سنوات لا تريد، وأنا لا أريده أن يمارس أي رياضة أخرى، ولا أريد أن أضغط عليه.

فيدوني، أكرمكم الله، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرفت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نتفق على أهمية الرياضة، والعقل السليم في الجسم السليم، (والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)، وسلامة الأبدان وصحتها مكسب عظيم، ودافع للنجاح بحول وقوة ربنا الفتاح.

ورغم أهمية الرياضة فإنها وسيلة وليست غاية، وهي تأتي بعد العبادة والعمل وكافة الواجبات الأخرى؛ ولذلك فليس هناك داع للانزعاج الزائد، مع ضرورة أن يكون هناك وقت للدراسة، وحفظ القرآن، وأداء الواجبات، ووقت لممارسة الهوايات المفيدة كالرياضة، وهناك أنواع من الرياضة مقبولة ومناسبة، والمشي من أفيد الرياضات، وإذا كانت من تريد الرياضة أنثى فلابد أن يكون مكان الرياضة آمنا، والرياضة مناسبة لأنوثة المرأة، والجسم ينتفع من الركوع والسجود وصلاة الليل كما أشار لذلك ابن القيم.

ولا شك أن لعبة الكاراتيه مفيدة في التدريب على الدفاع عن النفس، شريطة أن لا تستخدم تلك المهارات في إيذاء الآخرين.

أما بالنسبة لإجبارهم على الرياضة، فنحن ننصح أن يمارسوا الرياضة المناسبة باقتناع، وقد أحسن من قال: ( إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع )، والوصول للإقناع إنما يكون بالحوار، خاصة وأن أبناءك الشباب في سن الحوار، ولا يخفى عليك أن الضغط الزائد يؤدي إلى نتائج عكسية، والقبضة الحديدية عمرها قصير.

وكم تمنينا أن تذكروا لي مستواهم العلمي وأداءهم قبل ذلك للعبادات، وتواصلهم مع الأهل والزملاء؛ لأن هذه جوانب مهمة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك ولأبنائك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد.

ومرحبا بك وبأبنائك في موقعكم، ونسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يصلح أحوالنا وحوالكم.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات