السؤال
أحب الناس وأريد أن أحسسهم أني أحبهم وأهتم بهم بصدق، فما الطريقة التي توصلني لهذا الشيء؟
أحب الناس وأريد أن أحسسهم أني أحبهم وأهتم بهم بصدق، فما الطريقة التي توصلني لهذا الشيء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس الحرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فقد أسعدني هذا السؤال؛ لأن المؤمنة تألف وتؤلف، وتحب ربها ثم تحب رسولها والصحابة والصحابيات، وتحب والديها ومحارمها وأخواتها، وتزيد في محبة من يطيع الله، وتحب نفسها وتحب الخير لمن حولها، وعلى الحب في الله تقوم الحياة، وهكذا... فالإسلام دعوة للحب والسلام، وطاعة لمن لا يغفل ولا ينام.
وعندما نحب الناس لابد أن تشعرهم بحبنا كما هو التوجيه الشرعي، فإذا أحببت أختا لك في الله فقولي لها أحبك في الله، وسوف ترد عليك بقولها لك: ( أحبك الله الذي أحببتني فيه ) وهذا طبعا إذا كانت المحبوبة من النساء، وكان الحب في الله ولله وعلى مراد الله.
وأرجو أن تعلمي أن الإنسان يعبر عن حبه بالاهتمام والابتسامة والسؤال والتفقد ورعاية المشاعر، وقد قال عمر بن الخطاب: (إذا أردت أن تملك قلب أخيك فادعه بأحب الأسماء إليه، وأفسح له في مجلسك، وابتسم له)، والمسلمة تعبر عن حبها لأخواتها وصديقاتها بنبراتها ونظراتها وهداياها وبدعائها لهن بظهر الغيب، كما أن الصادقة في حبها تحتمل وتستر وتشجع، ولا تحسد ولا تغتاب، وتلتزم بكل ما جاء في هذا الشرع الحنيف، الذي يرفع من قدر الأخوة في الله والحب فيه، لدرجة تفوز فيها الصادقة في حبها بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله سبحانه.
والناس يحبون من يتواضع لهم ويثني عليهم ويصدق معهم، ويرفق بهم ويؤازرهم في الملمات، مع ضرورة أن يزهد في دنياهم وأن يبذل لهم خيره ويكف عنهم أذاه وشره، وقد قال الله في كتابه: ((خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين))[الأعراف:199] وذلك بأن نعطي من حرمنا، وأن نعفو عمن ظلمنا، وأن نصل من قطعنا.
والإنسان لا يستطيع أن يسع الناس بماله، ولكنه يمكن أن يسعهم بحسن خلقه ويبسط وجهه وإشراق نفسه، والعاقل ينسى إحسانه للناس، ويتذكر إحسان الناس إليه، ويدرك أن الناس معادن، والمعادن تختلف في قيمتها وصفاتها وفي كافة جوانبها.
وأرجو أن يوقن الجميع بأن الإنسان لا ينال القبول ولا يتمكن من الوصول، إلا بالإخلاص لمن أنزل الكتاب وبعث الرسول، وبالصدق مع من منح الأرزاق ووزع العقول، وقسم الناس فمنهم السعيد الموفق وفيهم الشقي المخذول، ونحن بدورنا نسأله لنا ولك التوفيق والقبول.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واجعلي رضوان الله غاية، وإن سخط الناس، فإن أقواما ضاعوا لما طلبوا رضى الناس بسخط رب الناس، فغضب عليهم العظيم وأغضب عليهم الناس، وإذا رضى الله عن الإنسان أمر جبريل أن ينادي في أهل السماء أن الله يحب فلانا فيحبه أهل السماء ثم يلقي له القبول في الأرض، ومحبة الله للعبد تنال بإيمانه بالله ثم بطاعته لربه ومولاة قال تعالى: ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا))[مريم:96].
وبالله التوفيق والسداد.