السؤال
ابني عمره 4 سنوات، لاحظت عليه منذ عمر سنة أو قبل السنة أنه لا يتكلم، حتى لا ينطق كلمة بابا أو ماما، عرضته على دكتور الطب التطوري في المخاطبة فقاموا بفحص سمعه وفحص هرمونات الغدة النخامية ـ وبحمد لله ـ قالوا أنه ممتاز، فقط أخبروني أن هناك مادة تفرز من الدماغ إلى الغدة المعدل الطبيعي ما بين 2 إلى 5 وهي تفيد في حركة الطفل، ولكن ابني زيادة عن المعدل نصف الدرجة، أي 5 ونصف، مما يزيد من حركته النشاطية.
وبالنسبة للسمع بحمد الله كانت النتيجة ممتازة ولكن إلى الآن بدأ بالكلام، أصبح يردد كلمة بابا عند مشاهدة أبيه, وماما، يحب الاستماع إلى أناشيد تلفزيون الأطفال ويقلدها ويحاول تكرار كلماتها، ولكن لا يستطيع مواصلة الغناء لسرعة الغناء.
أحيانا يضرب أخته بدون سبب ويستمر، وإذا منعته يبكي ولكن بحمد لله تصرفاته عادية، أي يأكل بصورة طبيعية، ويحتضنني ويتأثر عندما أبكي أمامه وأشاهد تصرفاته، عندما أبكي يحاول معرفة بكائي أو بمعنى آخر يمسح دمعتي وحنون للغاية، وليس معتزلا، بالعكس يحب الاجتماع مع الناس ويحب اللعب مع إخوته، ولكن عندما أقول له وأحاول تعليمه بالكتابة يحاول ولكن لا يستمر، ويرفض المواصلة، لا يريد أن يتقيد بكتابة أو بالجلوس إلى الكرسي، يستمر بالمشي بالغرفة.
إذا كان لم يشاهد التلفاز يلعب بلعبه ولكن بدون تركيز، أي يرمي كل الألعاب على الأرض ويرميهم هنا وهناك، وإذا أخبرته بإعادتها مكانها في البداية يعمل كما أطلب منه ولكن لا يستمر، وعند استحمامه من شدة فرحة بالاستحمام يقوم برفرفة يديه بشدة.
أفيدوني وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذا الطفل لديه تواصل اجتماعي ووجداني طبيعي جدا، وانفعالاته من الواضح أنها انفعالات طبيعية أيضا، والشيء الوحيد الذي لم يتطور لديه هو اللغة، وحقيقة أنا لا أرى أي مؤشر يدل أن هذا الابن يعاني من علة التوحد.
التأخر في الكلام لوحده لا يكفي أبدا لتشخيص هذه الحالة، وأعتقد أن الطفل ربما يكون لديه زيادة بسيطة في الحركة أفقدته شيئا من التركيز، لكن خلاف ذلك ليس هنالك ما يشير على أنه يعاني من علة رئيسية مثل التوحد والذي يعرف بالذواتية.
أيتها الفاضلة الكريمة! مثل هذا الطفل في حاجة لأن يتفاعل أكثر مع بقية الأطفال، فأرجو أن تتاح له هذه الفرصة، وأرجو أيضا أن تستفيدي من الألعاب ذات الصفة التعليمية، الطفل يتفاعل مع الألوان ومع الأصوات، فأرجو أن تتاح له هذه الفرصة، وأرجو أن تكثروا من مخاطبته وتدريبه على الكلام.
هذا هو الذي أنصح به، ومتابعة الطبيب فيما يخص أمر الغدة ومراقبة المراحل التطورية الأخرى أعتقد أن ذلك أيضا سوف يكون أمرا جيدا ومطمئنا بالنسبة لك.
مستوى ذكائه وإدراكه أيضا تريد شيئا من الملاحظة، وإن كنت أرى أنه ليس هنالك ما يزعج كثيرا في هذا السياق، ولكن أيضا التأكد من الإدراك المعرفي مهم، وهذا كله له قياسات وله معايير تخصصية، وأنا على ثقة أن طبيب الطب التطوري مدرك لذلك تماما، أو أي طبيب مختص في حالات الأعصاب بالنسبة للأطفال.
بصفة عامة أقول لك أنه لا يوجد أبدا ما يشير على أن هذا الطفل يعاني من متلازمة التوحد أو الذواتية أو المتلازمات المشابهة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.