احمرار في الوجه وتعرق شديد ورعشة في الأطراف.

1 711

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مصاب بالرهاب الاجتماعي منذ أن كنت صغيرا، فمن خلال حديثي مع الجنس الآخر أو حتى مع أستاذي في المدرسة تبدأ أعراض الرهاب تظهر علي من احمرار الوجه (وهذا أكثر ما يزعجني) والتعرق الشديد ورعشة الأطراف وقد أثر ذلك كثيرا على حياتي وعلاقاتي مع الناس، فأصبحت قليل الخروج من المنزل وخصوصا إلى المناسبات العائلية والاحتفالات، ومن خلال اطلاعي على ردودكم على بعض الناس المصابة بالرهاب عرفت بأنه يجب علي مخالطة الناس والتفاعل معهم، فاشتركت في نادي رياضي وكنت أذهب إليه يوميا وتحسنت حالتي النفسية في تلك الفترة، ولكن بسبب الظروف الدراسية توقفت عن الذهاب إليه وممارسة الرياضة، فعادت حالتي النفسية كما كانت أولا مع شعور بألم نفسي كبير بعد كل مرة يحدث لي موقف محرج، وهذا فضلا عن استهزاء بعض الطلاب في المدرسة مني.

أنا والحمد لله ثقتي بنفسي ليست ضعيفة، ودائما أستعين بالله تعالى أن يفرج همي، لقد سمعت عن بعض الأدوية التي تعالج الرهاب وعن العلاج السلوكي، وليست لدي الرغبة في تناول أي نوع من الأدوية النفسية بسبب غلاء أسعارها وأثرها الضار على الجسد، وسمعت أيضا عن عشبة القديسين التي من الممكن أن تعالج الرهاب.

وسؤالي الآن: هل تنصحونني بتناول هذه العشبة؟ وهل لها مفعول كبير في علاج الرهاب أم تنصحونني بتناول الأدوية النفسية؟

هل يجب استشارة الطبيب قبل تناول هذه العشبة أم آخذها من تلقاء نفسي؟ وهل يختفي تأثيرها علي بعد تركها أم يدوم؟ وكيفية استعمال هذه العشبة ومدة استعمالها وعدد مرات الاستعمال في اليوم الواحد؟
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق النفسي، ويظهر أن حالتك من الحالات البسيطة، وأنت قد بذلت جهدا في علاجها، وكما تفضلت فإن المبدأ الرئيسي في العلاج يقوم على المواجهة، والحرص على التفاعل الاجتماعي، وهذا هو جوهر العلاج السلوكي، ومن المهم جدا أيضا أن تغير مفاهيمك السالبة حول ردود أفعال الآخرين حيالك، فأنت ذكرت أن بعض الناس يستهزئون منك خاصة الطلاب.

أنا لا أعتقد أنه يحدث استهزاء حقيقي أو استحقار، إنما تبدر منهم بعض التعبيرات التي تفسرها أنت على أنها استخفاف بك، وهذا شائع جدا وسط الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي.

فيا أخي الكريم أنت لست مراقبا من قبل الآخرين، وأنا أؤكد لك أن حجم مشاعرك وعمق القلق والتوتر الذي تعاني منه لا يشعر به الآخرين.

أنا أتعاطف معك جدا لأني أعرف أن الإنسان حين يراقب نفسه نفسيا ويكون قلقا ومتوترا في المواقف التي تتطلب المواجهة هذا يسبب له الكثير من الضيق، لكن الآخرون لا يشعرون بذلك أبدا.

إذن العلاج يقوم على تصحيح المفاهيم، والإكثار من المواجهة.

ثالثا: عليك بتمارين الاسترخاء، وهي بسيطة جدا، يمكنك أن تطلع على أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

رابعا: الرياضة لا شك أنها مفيدة، أو أي نوع من التواصل الآخر.

بالنسبة للعلاج الدوائي فهنالك الآن مؤشرات ودراسات وثوابت علمية قوية تشير أن الأدوية مهمة ومفيدة؛ لأن الرهاب الاجتماعي فيه جزئية كبيرة جدا مرتبطة بكيمياء الدماغ، وحقيقة الأدوية الموجودة هي أدوية سليمة وفاعلة، أنا أيضا أتعاطف معك حول توجسك وعدم اطمئنانك لهذه الأدوية، ولكن أنا حريص تماما أن لا أنصح بشيء فيه ضرر بالنسبة لك.

فأقدم على تناول أحد الأدوية البسيطة والمجربة والفاعلة والسليمة جدا، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة، أن تبدأ في تناول الدواء بجرعة نصف حبة – أي عشرة مليجرامات – تناولها يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أعتقد أن هذا الدواء سوف يكون دواء مفيدا ونافعا بالنسبة لك، والجرعة هي جرعة صغيرة جدا، حيث إن بعض الناس يحتاجون إلى جرعة أربع حبات في اليوم، ولكنك إن شاء الله لن تحتاج إلى أكثر من حبة واحدة كما أوضحت لك.

في بعض الأحيان إذا كان احمرار الوجه مزعجا وتوجد رعشة في الأطراف فيعتقد عقار إندرال الدواء الأفضل كدواء مساعد، وهذا الدواء أيضا بسيط وليس له آثار جانبية، وجرعته هي عشرة مليجراما صباحا وعشرة مليجرامات مساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات صباحا لمدة شهرين، ثم يمكن تناوله عند اللزوم.

إذن أيها الفاضل الكريم هذا هو الوضع المثالي للعلاج، وهذه هي الحزمة أو الرزمة العلاجية التامة فيما يخص الجوانب السلوكية والجوانب الدوائية.

أما إذا أردت بالطبع أن تتناول ما يعرف بعشبة قديس جون أو عشبة القلب فهذه أيضا تساعد في تنشيط إفراز مادة السيروتونين، لكنها ليست بنفس الفعالية التي تقوم بها الأدوية الأخرى مثل عقار زيروكسات الذي ذكرناه.

إذا كان اختيارك هو هذه العشبة فلا مانع من تناولها بمعدل حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهرين أو ثلاثة، وتلاحظ فعاليتها إن وجدت فيها خيرا ونفعا فلا مانع من أن تواصل فيها حتى مدة ستة أشهر.

هي تعتبر من العلاجات البسيطة والسليمة، وبالطبع آثارها التراكمية سوف تختفي مباشرة بعد التوقف من استعمال الدواء.

بالطبع إذا أردت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أفضل لأن العلاج من خلال المحاورة والاستبصار والشعور بقيمة المعالج دائما يفيد الإنسان المعالج، أما إذا صعب عليك الأمر فأعتقد ما ذكرناه لك سوف يكون أيضا مفيدا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، ولابد من نصيحة هامة وأخيرة وهي أن تركز جهدك في دراستك، أن تدير وقتك بصورة طيبة، وأن تكون لك صحبة خيرة، وأن لا تنسى نفسك بالدعاء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.


مواد ذات صلة

الاستشارات