السؤال
أختي عمرها إحدى عشرة سنة، تعاني من زيادة في الشحنات الكهربائية في أخف درجاته، وسؤالي هو: ما هي المشاكل التي تسببها هذه المشكلة على حياتها اليومية؟ وهل لها علاقة بالشرود الذهني وتحصيلها الدراسي؟ ولكم جزيل الشكر.
أختي عمرها إحدى عشرة سنة، تعاني من زيادة في الشحنات الكهربائية في أخف درجاته، وسؤالي هو: ما هي المشاكل التي تسببها هذه المشكلة على حياتها اليومية؟ وهل لها علاقة بالشرود الذهني وتحصيلها الدراسي؟ ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإن وجود هذه الشحنات الكهربائية الزائدة في الدماغ يكون مبعثه بؤرة صغيرة، وهذه البؤرة في معظم الحالات لا يمكن تحديدها حتى في أدق الصور مثل الصور بالرنين المغناطيسي، لكن تخطيط الدماغ في حوالي ستين إلى سبعين بالمائة يمكن أن يحدد لنا نوعية هذه الشحنات الكهربائية.
هذه الحالات أيتها الفاضلة الكريمة كثيرة ومنتشرة، ونستطيع أن نقول: إن واحدا إلى اثنين من كل مائتي شخص يعانون من هذه الحالات، وبفضل من الله تعالى هذه الحالات تستجيب الآن للأدوية، وتوجد عدة أدوية منها الحديثة ومنها الأدوية القديمة، وهي ذات مفعول عال جدا.
الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الناس هو عدم الانتظام في إعطاء الدواء، وبعض الناس أيضا لا يكمل مدة العلاج المقررة، فأرجو أيتها الفاضلة الكريمة اتباع هذه الإرشادات بالنسبة لهذه الصغيرة حتى تتحصل -إن شاء الله- على أحسن فرص التعافي.
ومن المبشرات أن حالتها من الدرجة الخفيفة، وهذا -إن شاء الله تعالى- يشجع على أن استجابتها للعلاج سوف تكون ممتازة.
لا توجد مشاكل حقيقية يمكن أن تسببها هذه الشحنات الكهربائية ما دامت من الدرجة الخفيفة، إلا أنه في بعض الحالات ربما يكون هنالك بعض التوتر والقلق والانفعال النفسي لدى بعض الناس، ولكن هذه قليلة، والبعض أيضا قد يضعف لديهم التركيز بصورة بسيطة، وهذا يكون غالبا مرتبطا بعدم الانتظام في العلاج أو نسبة لتكرار النوبات، وهو ليس منطبقا بإذن الله تعالى على هذه الصغيرة.
هنالك بعض الاحتياطات التي ننصح بها، ومن أهمها -وكما ذكرنا- المحافظة على الأدوية.
ثانيا: لا يفضل الدخول في البحر أو السباحة بالنسبة لهذه الحالات، كما يجب أن تتعامل مع صعود الدرج أو السلالم بشيء من الحذر، ولا نفضل أيضا الجلوس على الكمبيوتر لساعات طويلة، وكذلك التلفزيون، هذه مجرد نوع من الاحتياطات المفيدة.
بالنسبة للعلاقة بين هذه الحالات والشرود الذهني والتحسين الدراسي؛ في بعض الأحيان تكون هنالك علة دماغية تؤدي إلى ظهور هذه الشحنات الكهربائية، وفي نفس الوقت قد تؤدي إلى درجة بسيطة من التخلف العقلي، وهذا بالطبع يؤدي إلى ضعف الاستيعاب والتحصيل الدراسي والشرود الذهني، ولا أعتقد أيضا أن ذلك ينطبق على هذه الصغيرة، وحالات الشرود الذهني يمكن أن تكون أيضا ناتجة من اكتئاب بسيط، أو في بعض الأحيان إذا أعطيت جرعة من الدواء أكبر من اللزوم، هذه هي الأسباب التي قد تؤدي إلى ضعف التركيز.
أيتها الفاضلة الكريمة! الذي أنصحك به هو أن تكون هذه الابنة تحت الرعاية الطبية، وذلك بالالتزام بمتابعة الطبيب المختص، والحمد لله تعالى أطباء الأعصاب لديهم إلمام وإدراك تام في كيفية علاج هذه الحالات وتأهيلها، وإسداء النصح اللازم للمريض وأسرته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية.