السؤال
السلام عليكم.
أدرس الآن بالماجستير، وأعاني من مشكلة التأتأة منذ سنتين، ولكنها زادت وتضاعفت عندما أردت التخلص منها، وفي حدود علمي أن الخوف يزيدها؛ مما يسبب الخجل والضعف والملامة من الداخل، ولكن لو تخلص المصاب بها من خوفه مع تناسيه لها، فهل ترحل بشكل كامل، وهل إذا ذهبت لطبيب واستمررت معه بالعلاج التدريبي أتخلص منها نهائيا بحيث أتحدث مثلي مثل الشخص العادي؟
وأرجو ملاحظة أني أركز على كمال الخلاص منها، والشكل النهائي؛ لأنها استمرت معي سنين طويلة منذ صغري، فهي ترحل وتأتي، ولكني أود التخلص منها بشكل نهائي -بإذن الله وعونه سبحانه-، ولكم كل شكري ودعائي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن الطبيعي أن يصبو كل إنسان ويسعى لما هو أفضل وأحسن، وأنت الآن تريد أن تصل لغايتك، وهي التخلص النهائي من التأتأة، نسأل الله تعالى أن يحل العقدة من لسانك وتصل لهذه النتيجة.
بداية: من الضروري أن لا تراقب نفسك، ويجب أن تقبل التغير التدريجي، حيث لا يمكن للتأتأة أن تختفي ما بين عشية وضحاها.
وينبغي أن تعرف أن التأتأة ليست مخلة بالصورة التي تتصورها، ولن تكون أبدا مصدرا لاحتقار الآخرين أو الاستهزاء بك، لابد أن تصحح من هذه المفاهيم، وبعد ذلك يجب أن تسعى في الطرق العلاجية، وهي كثيرة ومعروفة، منها:
1) التدرب من خلال تمارين الاسترخاء.
2) تعلم نطق الحروف بصورة صحيحة.
3) الربط ما بين التنفس والكلام.
4) عدم المراقبة حين تتكلم.
5) الكلام بصوت عال وبطيء.
6) تسجيل بعض المقتطفات إذا كانت قراءة أو من الذاكرة، ثم الاستماع لما قمت بتسجيله، هذا يكرر عدة مرات.
وينبغي محاولة أخذ نموذج ممن وهبهم الله طلاقة اللسان، ومحاولة تقليدهم، وتذكر دائما أن الإنسان يمكن أن يصل إلى ما يصبوا إليه وإلى ما يريده متى ما كان مسترخيا، خاصة فيما يتعلق بأمر التأتأة، وحين تأخذ نموذجا من الحياة خاطب نفسك وقل: (يمكن أن أكون مثله؛ لأنه لا ينقصني شيء، ليس لدي علة تمنعني من أن أكون مثل هذا الشخص).
وينبغي كذلك تناول الأدوية المضادة للقلق والمخاوف مفيد، ومن هذه الأدوية عقار زيروكسات، وعقار هلوبريادون بجرعة صغيرة.
وإذا ذهبت إلى طبيب واستمررت معه بالعلاج التدريبي ستتخلص منها نهائيا -بإذن الله-؛ لأن مواصلة العلاج تساعد على الشفاء والتعافي -بإذن الله تعالى-.
وختاما لا أريدك أبدا أن تأخذ الأمر بهذه الحدة وهذه الشدة، الأمر نسبي، إن تحسنت بنسبة سبعين أو ثمانين بالمائة فهذا أيضا يعتبر نوعا من الشفاء، وإن شاء الله عندما تبدأ حالتك في التحسن فسوف تحس بقيمة هذا التحسن، والتحسن في حد ذاته حتى وإن كان تدريجيا فهو الذي سوف يوصلك -إن شاء الله- لحالة الشفاء والزوال التام لهذه التأتأة، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.