التحصيل العلمي بين الحزن على الفائت والاجتهاد في الباقي.

0 363

السؤال

أنا طالب في السنة الثانية كلية الطب، والحقيقة أني الآن في منتصف العام الدراسي، ومشكلتي أني لم أدرس الكثير، والآن نحن في منتصف العام الدراسي ولدي اختبارات بعد حوالي أسبوع، وبعد حوالي ثلاثة أشهر سيكون هناك امتحان نهائي وأنا لم أدرس جيدا طيلة الأربعة أشهر الماضية، وضميري يؤنبني وأشعر بالحزن، ولكني واثق أني أستطيع أن أدرس وأحصل ما فات.

المشكلة هي أني كلما أتذكر ما ضاع من الوقت أشعر بالحزن، فما هو الحل، وهل لي أمل في أن أدرس الثلاثة أشهر القادمة أو أحصل على مجموع عال، هذه السنة هل ما زال هناك أمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

الذي أعجبني هو أنك قد طرحت مشكلتك وفي نفس الوقت قد طرحت حلا لهذه المشكلة، وذلك بأن ذكرت أنك واثق من أنك تستطيع أن تدرس وأن تحصل ما فاتك، وهذا هو المطلوب -أيها الفاضل الكريم-.

لا تأس على ما فاتك أبدا، عش الواقع بقوة، وعش المستقبل بأمل ورجاء.

كل المطلوب منك هو أن ترفع من معدل الدراسة لديك، خصص وقتا أكثر للمذاكرة، وهذا لا يعني أبدا أنك تنقطع انقطاعا تاما عن بقية الأنشطة، وعلى العكس تماما يجب أن تأخذ قسطا معقولا من الراحة.

يجب أن تمارس تمارين رياضية، يجب أن ترفه عن نفسك بما هو مشروع وفي حدود المعقول، هذا كله يساعدك حتى في الاستيعاب والدراسة، ولكن خصص الوقت الأكبر للدراسة.

هنالك أوقات طيبة يجب أن تتحينها، أوقات يكون فيها مستوى استقرار خلايا الدماغ والاستيعاب في أفضل حالتها مثل وقت الصباح بعد صلاة الفجر، يمكنك أن تدرس ساعتين قبل الذهاب إلى المدرسة وهاتان الساعتان من ناحية القيمة التحصيلية هما أفضل من أربع أو خمس ساعات فيما غير وقت الصبح من الأوقات، وهكذا.

إذن أمامك فرصة، فقط نظم ورتب وقتك -وإن شاء الله تعالى- سوف تتحصل على ما تريده من الدرجات، وعليك أن تطمئن، وعليك أن تدعو لنفسك، وأنصحك أيضا أن تدرس مع زملائك متى ما كان ذلك متاحا.

إن شاء الله تعالى ليس هنالك ما يحزنك، انظر إلى الأمر بأمل، وفترة الثلاثة أشهر هي فترة معقولة جدا، والأمر فقط يتطلب منك التنظيم ولا تفكر سلبيا في هذا الأمر، وكما نصحتك مارس بعض التمارين الرياضية، يجب أن يكون هنالك نوع من الترويح عن النفس.

ركز على الناحية الغذائية، وركز على السكريات والأشياء التي تزيد من طاقتك والفواكه، وكل هذا -إن شاء الله- يساعدك، وكن إيجابيا في تفكيرك وهذا مهم جدا، ضع جدولا نظم من خلاله الطريقة التي تستفيد فيه من الوقت.

كما ذكرت لك هنالك أوقات يجب الاستفادة منها وهي مفيدة من ناحية الاستيعاب وأفضل من غيرها من الأوقات، ولا أرى أنك في حاجة إلى أي علاج دوائي.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات