زوجي لا ينفق علي وعلى أبنائه.. فهل أخبر أهلي؟

0 52

السؤال

أنا أم عاملة، لدي 6 أبناء، أعاني من تربيتهم، فأنا أعمل، لدي راتب شهري، وأتحمل جميع مصاريف أبنائي، من رسوم دراسية، وتموين شهري، ومصروف مدرسي، وطلبات مطاعم، وملابس، ولا يقوم والدهم إلا بإحضار بعض الفواكه، وعندما يحتاج شيئا من المال يأخذ الفلوس من حقيبتي لطلب الغرض من البقالة.

صبرت واحتسبت أجري عند رب العالمين، علما بأن راتب الأب 6500، بالإضافة إلى الراتب الإضافي الذي يتراوح ما بين 500- 1000 ريال، وقبل ذلك كان راتبه نحو 4500، وعندما زاد راتبه بقي فترة لم يعد يطلب مني، ولكنه الآن بدأ شهريا يطلب ألف ريال أو أكثر؛ معللا حاجته للمال، مع أنه لا يصرف علي أو على أبنائي ريالا واحدا.

السؤال: ماذا أفعل: هل أخبر أهلي أم ألجأ للمحكمة أم ماذا؟ خاصة أن وضعي في العمل لا يسمح بالشوشرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يجزيك ويثيبك الأجر في كل ما تنفقينه على أسرتك وزوجك.

نحن نشكر لك -أيتها الأخت- هذا الإيثار وحب الخير والاحتساب، ونأمل من الله سبحانه وتعالى أن يعوضك خيرا مما أعطيت، وهذا الأمر لا شك فيه -أيتها الأخت- مع إخلاص النية، فإن الله سبحانه وتعالى وعد بالخلف {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} هذا الخلف في الدنيا فيبارك الله تعالى لك في صحتك وفي عملك، وفي قوتك، وفي رزقك، بالإضافة إلى ما ينتظرك من ثواب عند الله تعالى، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

الأحاديث والآيات في فضل الصدقة وثواب الله تعالى عليها كثيرة لا يمكن إحصاؤها في هذه الاستشارة، وإن يكن منها قوله صلى الله عليه وسلم: (المرء في ظل صدقته يوم القيامة) وأنت ما تبذلينه على أبنائك -أيتها الأخت- وعلى زوجك هو من أجل الصدقات، فإن الصدقة على القريب صدقة وصلة كما جاء في الحديث.

نحن نشد على يديك أولا، ونتمنى أن تستمري على هذا النهج الذي أنت فيه، فأنت على خير كثير، وأفضل ما تنفقينه من المال هو المال الذي تنفقينه على نفسك وعلى أولادك وما تواسين به زوجك، وهذا ليس ضائعا أيتها الأخت، فإن المال المتصدق به مدخر باق، والذي يصرفه الإنسان ويقضي به شهواته هو المال الذاهب، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل عائشة رضي الله عنها بعد أن ذبح شاة وتصدق ببعض هذه الشاة، فسألها عما بقي منها، فقالت: بقيت كتفها، فقال: (بقيت كلها وذهب كتفها) إشارة منه -صلى الله عليه وسلم- إلى أن الباقي على الحقيقة هو ما يتصدق به الإنسان، فهذا الذي تنفقينه على أبنائك بنية الصدقة فإنه صدقة، وكذا ما تواسين به زوجك إذا كان محتاجا هو كذلك صدقة، بل الصدقة على هؤلاء أفضل من الصدقة على غيرهم، وهذا هو الباقي لك في الحقيقة، فأنت في خير كثير أيتها الأخت.

تذكرك لجزاء الله تعالى وثوابه في الدار الآخرة وآثار الصدقة عليك في دنياك وآخرتك يهون عليك ما تجدينه من عناء، وتعلمين بأنك موفقة إلى خير كثير.

أما الزوج، فإن كان قادرا على الإنفاق ولو بعض الإنفاق فينبغي أن تنصحيه برفق ولين، فهذا واجب عليه، فهو المخاطب بالإنفاق ولست أنت، سواء الإنفاق عليك أو الإنفاق على أبنائه ما دام قادرا، أما إذا كان لا يستطيع فأنت إذا أعسر بنفقتك لك الحق بأن ترفعي الأمر إلى القاضي الشرعي فيأمره إما بالإنفاق وإما بالطلاق، ولكنا لا نختار لك هذا أبدا، فأنت -ولله الحمد- قد أغناك الله بما يأتيك من راتب عملك، وإذا كان هذا العمل منضبطا بضوابط الشرع فأنت في خير كثير، نأمل منك أن تصبري وتحتسبي ما تبذلينه وتقدمينه، فهذا خير لك ولأبنائك ولأسرتك، والله سبحانه وتعالى مخلف عليك ما ذهب منك، نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير، وأن يعينك بالصبر، وأن يهدي زوجك للقيام بمهامه.

إذا كنت ترين أن الزوج قادر على الإنفاق أو قادر على الكسب، فلك أن تطلبي ممن لهم كلمة مطاعة عنده من أقاربك أو من أقاربه إذا كان يسمع النصح، أو تهدديه إذا رأيت أن في هذا مصلحة ولن يعود على ما بينكما بشر أعظم، فتهدديه بأن تطلبي الطلاق، وأن تذهبي إلى المحكمة، فلعله ينزجر بهذا كله، فإذا لم ينزجر فالأمر كما سمعت أن من حقك عليه النفقة، وأن لك الحق في رفع أمرك إلى المحكمة عند امتناعه من ذلك، وعليه أن ينفق على أبنائه كذلك، لكن ينبغي لك من حيث الأفضل والأحسن أن تقارني بين المصالح والمفاسد.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات