السؤال
السلام عليكم.
سؤالي: هل يحرم مشاهدة أفلام جنسية عبر الإنترنت في حال حاولت الإقلاع عنها ولم أنجح؟ مع العلم أني لا أشاهدها يوميا، بل بين كل فترة وأخرى.
أتمنى الرد السريع والشرح المفصل، وشكرا.
السلام عليكم.
سؤالي: هل يحرم مشاهدة أفلام جنسية عبر الإنترنت في حال حاولت الإقلاع عنها ولم أنجح؟ مع العلم أني لا أشاهدها يوميا، بل بين كل فترة وأخرى.
أتمنى الرد السريع والشرح المفصل، وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أختنا الكريمة في موقعك: (استشارات إسلام ويب).
النظر إلى الأفلام الإباحية أو المشاهد الجنسية حرام أيتها الأخت الكريمة، فهذه المناظر ليست من الصور المحرمة فقط، بل هي من أبشعها، فالنظر إلى العورات تحريمه أشد من النظر إلى غيرها، وقد جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تنظر إلى عورة حي ولا ميت).
وهذا النوع من النظر بلا شك أولى بالتحريم من الوسائل التي حرمها الشرع، مما يؤدي إلى الوقوع فيما هو أعظم منها، فقد حرم الله تعالى نظر الرجل إلى المرأة الأجنبية، أو نظر المرأة إلى الرجل الأجنبي لما يؤدي إليه من الفتنة، فقال سبحانه وتعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)) [النور:30] وقال: ((وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)) [النور:31] فأخبرنا سبحانه وتعالى بأن غض البصر وسيلة لحفظ الفرج، وأمر بذلك الرجال والنساء على حد سواء، ونهى الله سبحانه وتعالى المرأة أن تضرب برجلها حتى لا يسمع صوت الخلخال في رجلها؛ لما في ذلك من الفتنة والفساد، ونهاها أن تخرج متعطرة متطيبة؛ كل هذا قطعا لدابر الشر والفساد وإغلاقا لأبواب الفتن، فكيف بالنظر إلى الصور القبيحة المسترذلة والنظر إلى العورات المغلظة؟!
لا شك أيتها الكريمة بأن هذا أولى بالمنع والزجر منه، ونحن نربأ بك وبأمثالك ممن نرى فيهن الخير أن ينجرفن وراء دعوات الشيطان والوقوع في هذه الرذائل وهذه القبائح، وأن ينخدعن بما يزينه الشيطان لهن، فإن الشيطان يدعو الناس إلى الوقوع في المعاصي خطوة بعد خطوة، ولهذا حذرنا الله سبحانه وتعالى من الجري وراء هذه الخطوات، فقال: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر)) [النور:21].
فالمطلوب منك أيتها الأخت أن تجاهدي نفسك للكف عن هذه الخصلة القبيحة، وكوني على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى سيتولى عونك، وسييسر لك الأمر إن علم منك الصدق في التخلص من معصية الله تعالى، فإنه يقول في كتابه الكريم: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)) [العنكبوت:69].
فخذي أيتها الكريمة بالأسباب المشروعة التي تعينك على التخلص من هذه العادة، ولا تركني إلى أمان الشيطان وغروره بأنك لا تطالعين هذه المناظر على الدوام، بل بين فترة وأخرى، فإن الذنب ذنب وإن وقع على قلة، ثم ما الذي يؤمنك أن يقبض الله عز وجل روحك بعد وقوعك في هذا الذنب؟!
ونحن نضع بين يديك أيتها الكريمة بعض الوسائل التي تعينك من هذه العادة القبيحة، ونأمل أن تكوني حازمة عاقلة لبيبة، فتأخذي بهذه الأسباب لتخلصي نفسك من هذه الحال التي أنت فيها.
أول هذه الوسائل: أن تتذكري نظر الله سبحانه وتعالى إليك، فإن الله سبحانه وتعالى مطلع عليك لا يخفى عليه شيء من أمرك، وتذكري أنه يراك حال مشاهدتك لهذه المناظر، فلا تجعلي الله عز وجل أهون الناظرين إليك، فإنه مما لا شك فيه ولا ريب أنك ستستحين أن تشاهدي مثل هذه المناظر بحضرة أحد من الناس صغيرا كان أم كبيرا، فكيف والله عز وجل يطلع عليك أثناء مشاهدتك هذه؟! ثم الكرام الكاتبون حولك يكتبون، فاستحي من الله سبحانه وتعالى، فإن الله أحق أن يستحيى منه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (استحيوا من الله حق الحياء. قالوا: إنا نستحي والحمد لله، قال: الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى).
الوسيلة الثانية: أن تتذكري أيتها الكريمة عقاب الله سبحانه وتعالى للعصاة، فتذكري العرض على الله، والفضيحة على رؤوس الأشهاد، وجزاء السيئات، فإذا تذكرت الآخرة وما فيها من نعيم للطائعين أو عقاب للمذنبين، فإن الخوف ينزع من النفس الشهوة، ويكبت فيها الميل إلى الوقوع في المعصية.
الوسيلة الثالثة: أن تشغلي نفسك أيتها الأخت بالنافع في أمر دينك أو دنياك، وأن لا تختلي بهذا الجهاز بمفردك، فأشغلي نفسك، فإن الفراغ باب الشر الأعظم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اغتنم خمسا قبل خمس). ومن ذلك قال: (فراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضك، وحياتك قبل موتك). والنفس إن لم تشغليها بالحق شغلتك بالباطل.
فحاولي كما قلنا أن لا تنفردي بهذا الجهاز، فإذا احتجت إلى المطالعة فيه فاحرصي على أن يكون بحضرة غيرك، فإن هذا أعون لك على أن لا ينفرد بك الشيطان ويدعوك إلى الوقوع في معصية الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية).
حاولي أيتها الأخت الكريمة أن تتعرفي على الفتيات الصالحات لتقضي معهن أوقاتك، وتجدي نفسك في الأنشطة الدعوية أو العلمية النافعة التي تعود عليك بالخير في دنياك وآخرتك، ولا شك أنك ستجدين في الخير ما يشغلك عن الباطل إذا أنت أخذت بهذه النصائح بجد وحزم.
نسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن ييسر لك الخير حيث كان.