ما علاج الدوخة والصداع والتدهور الدراسي بسبب التعلق الغرامي؟

0 342

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في الخامسة عشرة من عمري، في الصف الثالث الإعدادي.

في العام الماضي كان هناك بعض الشباب في المرحلة الثانوية أراهم دائما، ولكنني اندهشت حينما رأيتهم يدخنون ويتعاطون المخدرات علنا في مثل هذه السن، وراعني أمرهم، وأردت أن أخلصهم من ما هم فيه، ولكن أخلاقي لا تسمح لي أن أتحدث مع شباب بخصوص أي موضوع، خاصة أنه لا دخل لي في هذا الأمر.

لكن بدأت أركز في هذا الموضوع، وساءت حالتي وتمنيت لو أنني أستطيع فعل أي شيء لهم، ولكن كنت أعلم أن هذا لا يخصني، ولكن لا أعلم لماذا أردت فعل ذلك؟

كان من بين هؤلاء الشباب شاب أحببته لفترة، وكان أكثر من أردت تخليصه مما هو فيه، وكنت أبكي كل يوم لحاله، وأتمنى لو فعلت له شيئا، لقد تدهور مستواي الدراسي في العام الماضي لأن تركيزي على ذلك الموضوع فقط.

مع قدوم إجازة آخر العام، انقضى العام الدراسي ولم أعد أراهم، حاولت النسيان والتفكير في نفسي فقط، لأنني علمت أن هذا الأمر ليس في يدي، وأنه في يد الله، وهو الوحيد القادر على تصريف أمور عباده.

كنت كل يوم حينما أنام أحلم في نومي بهذا الشاب، وأستيقظ من نومي مفزوعة على كوابيس، كنت قد اعتدت على رؤيته، ولكن مع انقضاء العام الدراسي ظننت أنني سأنسى، ولكنني لم أنس، وأصبت بحالة نفسية، أخذت تزداد إلى أن جاء يوم وتعبت فيه جدا، وذهبت إلى المستشفى بعد منتصف الليل، وعلمت من جميع الأطباء الذين ذهبت إليهم أنها حالة نفسية وأنني سليمة عضويا.

حتى الآن، رغم مرور عام وأكثر لا أستطيع نسيان كل ما حدث، وعندما أراه قدرا أو أرى أي أحد منهم لا أستطيع أن أتمالك نفسي من البكاء، ولقد ساءت حالتي مرة أخرى وتدهور مستواي الدراسي، وتأتيني نوبات صداع دائما ودوخة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت/ دعاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

التعلق بهذا الشخص لاشك أنه كان تعلقا وجدانيا شديدا، وذلك بغض النظر عن ممارسته تعاطي المخدرات، وأنت نظرت إلى الجانب الجميل في هذا الشاب من وجهة نظرك، وبالنسبة للجوانب الأخر فيما يتعلق بالتعاطي رأيت أنك يمكن إصلاحه وإصلاح الآخرين.

الصورة التي وضعت في ذهنك هي صورة مثالية جدا لهذا الوضع، أي شباب طيبون فيهم حيوية، ولكنهم وقعوا في خطأ معين، فلماذا لا أسعى لإصلاحهم، وذلك من خلال إرشادهم وتوجيههم، هذه الصورة التي تكونت في ذهنك حول هؤلاء الشباب، وكان اختيارك على شاب معين، ومن وسطهم، وهذه تعتبر تعلقات غرامية إذا جاز التعبير، ولا يمكن أن نصفها بغير ذلك .

أيتها -الفاضلة الكريمة- أنت لابد أن تنظري إلى هذا الموضوع بشيء من العقلانية والتفكر والتدبر، هذه العلاقة ليست علاقة سوية، وليست علاقة صحيحة، وأنت في غنى تماما عنها، ويجب أن تراجعي نفسك وأن تكوني صارمة مع نفسك، وهذا هو المطلوب بأن تجتهدي في دراستك، وتركزي على ما هو مفيد، وتستغني تماما عن هذه المشاعر التي ربطتك بهذا الشاب.

لابد أن يكون هذا الشاب قد بادلك عواطفه، وأدى إلى ترسيخ وتقوية رد الفعل لديه، لا يجب أن أقول لك قبحي صورته في ذهنك، ولكن قطعا هو ليس الشخص المثالي الذي يجب أن تتمناه أي فتاة، ليكون زوجا لها، وذلك بالرغم من احترامي له.

هذه شحنات نفسية عاطفية وجدانية يجب أن توجه بصورة أفضل، ولما هو أحسن، وعليه يجب أن تحقري فكرة العلاقة مع هذا الشاب، ويجب أن تلتفي مع نفسك كما ذكرت لك، ويجب أن لا تكوني ضعيفة وحساسة لهذه الدرجة التي تجعلك تدخلين في نوبات من البكاء، وتتصارعك الأحلام التي هي ناتجة من القلق ونوبات الصداع.

حتى الدوخة والاكتئاب هي نتاج طبيعي لهذا التفاعل النفسي، ودرجة النزاع الكبيرة التي تدخلين فيها، الأمر الواضح والذي تفعلينه هو أن تحقري هذه العلاقة، أنت لست مسئولة بصلاح هؤلاء، ومشاعرك طيبة، ومشاعرك مقبولة، وحاولت أن تغيري المنكر، وأعتقد أن محاولتك هذه إذا اعتبرناها تغييرا بالقلب، فإن شاء الله لك أجر في هذا، لكن أي علاقة من هذا النوع لا نشجعك عليها، بل يجب أن ترفض من جانبك، أنت أسمى وأروع من هذا -إن شاء الله تعالى- وعليك بالدعاء، وعليك بالاجتهاد في دراستك، وسوف تعود -إن شاء الله- الأمور إلى طبيعتها.

ننصحك بممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وننصحك ببناء علاقات بديلة وعلاقات ممتازة مع الصالحات من البنات والفتيات، شاركي في الأعمال التطوعية والثقافية والخيرية على نطاق المدرسة أو في مجتمعك؛ هذه كلها بدائل أفضل من الانغماس في التفكير حول هذا الشاب.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ولا أرى أبدا أنك في حاجة إلى علاج دوائي، والموضوع كله يتعلق بالتكيف والتواؤم، ويجب أن تواجهي الحقيقة، وتأخذي بالنصيحة، وتتواءمي على ما هو أفضل لك، وسوف تنتهي هذه الأعراض إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات