السؤال
أعاني من اكتئاب، وبالفعل آخذ بروزاك منذ شهر ونصف، بمعدل حبتين صباحا - والحمد لله - تحسنت إلى حد ما، ولكن هذه الأيام بدأت الأعراض النفسية والعضوية والعقلية تظهر من جديد، فما الحل؟ وما هي الأعراض العضوية للاكتئاب؟ وهل له علاقة بالأعصاب والعين والحلق والأذن والظهر، والتخيلات والدوخة والكسل والخوف من أقل شيء وأتفه شيء؟ وعندما يهز أحد الكراسي الذي أقعد عليه أحس بإحساس غريب - خوف - أو عندما أكون راكبا السيارة أو عندما يضع أحدهم يدي علي، وهذا الإحساس أكثره من ناحية ظهري!
أرجو توضيح كل الأعراض والعضوية بالخصوص، ومتى تزول، وأرجو من سيادتكم سرعة الرد ولكم جزيل الشكر، وجعله الله في ميزان حسناتكم!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأعراض العضوية للاكتئاب لا حصر لها ولا عدد، والأعراض الرئيسية للاكتئاب فيما يخص الجانب العضوي هي: اضطراب النوم، اضطراب الشهية للطعام، واضطراب الرغبة الجنسية، الآلام الجسدية العامة، الشعور بالدوخة، الشعور بافتقاد الطاقات الجسدية بصفة عامة، هذه هي الأعراض الرئيسية فيما يخص الناحية الجسدية.
وأعتقد أن كل الأعراض التي وردت في رسالتك تدل أنك مصاب بالقلق الاكتئابي، أي أن الجانب القلقي موجود، وكذلك الجانب الاكتئابي، الخوف لا شك هو نوع من القلق، وهو من صميم أعراض القلق النفسي في معظم الحالات.
في بعض الأحيان الإنسان يأتيه شعور بالتغرب أو ما يسمى باضطراب الآنية، هذا يحدث مع حالات القلق أكثر مما يحدث مع حالات الاكتئاب.
بالنسبة للآلام الجسدية أكثر المناطق التي تحدث فيها هذه الآلام المتعلقة بالقلق الاكتئابي هي الصدر والبطن وأسفل الظهر، الدوخة عرض منتشر، وكما ذكرنا لك فإن الكسل هو من صميم الاكتئاب.
مريض الاكتئاب أيضا يكون كثير الملل والضجر، والأفكار السلبية المسيطرة عليه تجعله يسيء التأويل، خاصة فيما يتعلق بصحته الجسدية، لو حدثت له انقباضات عضلية مثلا في أي منطقة من الجسم وسببت له ألما ربما يعطيها تفسيرات سيئة.
بالنسبة لحالتك أيها الفاضل الكريم: هنالك تحسن، وهذا شيء مبشر جدا، وفترة شهر ونصف من تناول البروزاك بمعدل حبتين في اليوم هي فترة جيدة، ولكن الدواء دائما تبلغ ذروة فعاليته بعد ثلاثة أشهر، ولازال أمامك وقت، وهناك خير كثير سوف يأتيك، والعلاج الدوائي يجب أن تكون منتظما عليه، ولابد أن تدعمه بالوسائل العلاجية الأخرى، والآلام الجسدية كمكون للقلق أو الاكتئاب من أفضل وسائل علاجها أو المساعدة في علاجها هي التمارين الرياضية.
الرياضة الآن أثبت وبما لا يدع مجالا للشك أن قيمتها العلاجية كبيرة جدا، وهذه القيمة العلاجية مستقاة من التغيرات التي تحدث في بعض المواد الكيميائية في الدماغ، والتي تعرف بالمرسلات العصبية، هذه المواد هي التي تؤدي إلى اضطراب المزاج، ووجد أن الرياضة -وبفضل من الله تعالى- هي إحدى الوسائل والطرق الطبيعية الجيدة التي تساعد في أن تكون هذه المواد الكيميائية في أفضل وضعها من ناحية الإفراز والانتظام، فأرجو أن تعطي هذا الأمر أهمية وأهمية كبيرة جدا، وأنت في عمر فعلا الرياضة سوف تفيدك وتفيدك كثيرا.
بالنسبة للوقت الذي تستغرقه الأعراض الجسدية لتزول، هذا يختلف من إنسان لآخر، لكن بصفة عامة حين يتحسن المزاج، وتزيد الدافعية، ويرتفع معدل الرغبة في النشاط يأتي النشاط الجسدي أيضا، وهذا ينتج عنه اختفاء الأعراض العضوية.
وحول العلاج السلوكي للاكتئاب يرجى الاطلاع على: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.