السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب مقدم على الزواج، لكن لدي إحساس بالخوف من الفشل، وذلك بسبب تجربة سابقة فاشلة بالزواج، وهذه التجربة أصابتني بالخوف من السفر مع الزوجة فقط، وأما مع غير الزوجة كالأهل والأقارب فلا أشعر بخوف، فهل هذا مرض راجع لدخولي حياة شخص جديد؟
علما بأني اجتزت ذلك الخوف بعد محاولات من تكرار مواضع الخوف، ولكن ما زالت تراودني بعض المخاوف، فهل تنصحوني بالزواج؟ مع أن عندي العزيمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن نوبات الخوف التي حدثت لك نعتبرها من المخاوف البسيطة، وأنت استطعت أن تجتاز ذلك الخوف بفضل الله، وذلك من خلال تكرار ما نسميه بالتعريض لمصدر الخوف، وقد أفلحت في العلاج، وهذا هو العلاج الصحيح، وقد أحسنت في أن تتفهم مشكلتك ووضعت لها الحلول في نفس الوقت.
الأخ الكريم! الخوف أيا كان نوعه هو جزء أو نوع من القلق النفسي، والقلق النفسي هي طاقة مطلوبة لدى الإنسان، لكن حين تزيد عن معدلها قد تتحول بصورة عكسية، كما ظهر في مثل حالتك، ولكن العلاج هو واحد وهو أن تحقر فكرة الخوف، وأن تواجه الخوف، وأن تعرض نفسك لمصادره، وأن تتوقف عن الوسواس حياله.
وأؤكد لك مرة أخرى أن خوفك هذا هو من الدرجة البسيطة، والآن أنت لا تعاني من خوف حقيقي، لكنك تعاني من قلق وسواسي حول المستقبل وحول الزواج مرة أخرى، وأنا أقول لك تقدم وتزوج دون أي تردد.
وقد استغربت كثيرا من فشل الزواج الأول بسبب الخوف من السفر مع الزوجة، هذا لم يكن من المفترض أن يكون سببا لإنهاء علاقة زوجية، عموما نقول قدر الله وما شاء فعل، والآن الأمور واضحة ومفهومة، وهي أن حالة القلق هذه حالة بسيطة ظرفية، والذي تعاني منه الآن هو وسوسة حول هذا الخوف، وأقول لك بل أنصحك تماما بالزواج، وأنت لديك النية ولديك العزيمة، ولن تواجهك -إن شاء الله- أي مشكلة، وحتى نكون في جانب الاطمئنان التام سأصف لك دواء مضاد للخوف خاصة نوع هذا الخوف، فأرجو أن تتناوله.
والدواء المطلوب بجرعة بسيطة ولمدة محدودة، وهو يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) ويعرف علميا باسم (باروكستين)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وسوف يساعدك كثيرا بإذن الله، بجانب تطبيق ما ذكرناه لك من إرشاد سابق، نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة وأن يوفقك في حياتك الزوجية والخاصة والعامة.
وبالله التوفيق والسداد.