السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي طفل عمره سنتان وشهران، ذكي بشكل كبير ولله الحمد، ويعرف كل شيء، ويشاغب كثيرا، لكن مشكلته أنه لا يستطيع أن يتكلم بطلاقة، حيث يقول: (أم وأب)، وأخاف أن يستمر على ذلك، فماذا أفعل معه؟!
علما بأن لديه إخوان وأخوات، وأخوه أكبر منه جدا -يعني (11 - 12) سنة-، فهل هذه تعد مشكلة؟ لأنه يتعلم منهم، وصار يعصيني، وقد ضربته مرات، ثم ندمت أني ضربته.
أبتغي حلا لمشكلتي، وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم جاسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ضرب الطفل في هذا العمر ليس بالأمر الرشيد، ولن يفيده تربويا، بل على العكس تماما سوف يؤدي إلى اضطرابات نفسية مستقبلية، كما أنه يجعل شخصية الطفل ضعيفة، ومستسلم مع شيء من العناد.
أرجو أن لا تضربي طفلك أبدا فيما يخص محدودية الكلام لديه، برغم من ذكائه الطبيعي، فهذا الطفل لا زال صغيرا، ونحن لا ننزعج أبدا لعدم تطور الكلام، خاصة لدى الذكور، إلا بعد عمر السادسة.
هذا الطفل حفظه الله عمره الآن سنتان وشهران، وبشيء من التدريب وأن تكثري من الكلام معه وأن تجعليه يستفيد من الألعاب الناطقة، يمكن -إن شاء الله- أن تتطور اللغة لديه.
أرجو أن لا تنزعجي لهذا الأمر، فلا أرى أي مؤشر مزعج فيما يخص اللغة، وأقصد بذلك أنه ليست لديه علامات مرض التوحد، وهو علة رئيسية تطور فيها اللغة، الدليل على أنه لا يعاني من هذه العلة أنه يتمتع بذكاء طبيعي، وأنه يتفاعل اجتماعيا بصورة عاطفية وصحيحة، وهذه تنفي تماما وجود علة التوحد.
بالنسبة للمشكلة الموجودة في البيت -وهو المحيط الذي حوله- فمن الصعوبة أن نغير حياة الناس في البيوت ليس بالأمر السهل، ولكن كوني حريصة على مراعاة طفلك، وحاولي أن تقوميه على السلوك الصحيح، وحاولي أيضا أن توجهي بقية الأطفال للسلوك القويم، والانضباط، وأن يتعاونوا فيما بينهم، وأن يكون هنالك نوع من الهدوء، هذا -إن شاء الله- سيفيد كل من هو موجود في البيت، ولا أقول: إن هذه هي رسالتك، أو واجبك لوحدك بل إن شاء الله من حولك أيضا يأخذون بهذا الأمر ويستوعبونه، ويقومون بتطبيقه، وذلك بهدف أن تكون هناك تربية وتنشئة صحيحة للأطفال.
الطفل ذكرت أنه مشاغب، وهذا أمر طبيعي جدا في هذا العمر، وما دام ليست لديه ما يشير أنه يعاني من فرط في الحركة، وضعف في الانتباه، والمشاغبة ليست أمرا مزعجا، وهذه كلها أمور مرحلية.
وأنصحك مرة أخرى أن تكوني أكثر تحملا لتصرفات ابنك، ولا تضربيه أبدا، بل على العكس تماما، أرسلي له الحب والمودة وإشعاره بالأمان، فهذه هي الأسس الرئيسية التي تساعد الأطفال من الناحية التربوية، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.