السؤال
ما هي المهارات الاجتماعية؟ وكيف يمكن اكتسابها؟ علما أن لدي مشكلة عصيبة، وهي أنني لا أستطيع النظر إلى عيون الآخرين والتحدث معهم في نفس الوقت، إضافة إلى أنني لا أستطيع إقناعهم، أحس أن شخصيتي ضعيفة، فأنا كثير التردد في اتخاذ القرارات.
أفيدوني من فضلكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن المهارات الاجتماعية هي ما نتخذه من وسائل وأفعال للتعامل مع الآخرين، في محيط بيئتنا أو بيئة جديدة أو غريبة بالنسبة لنا، ونتعامل مع هذه البيئة بكل تكيف وتواؤم، وفي حدود ما هو مألوف بين البشر.
المهارات الاجتماعية: هنالك مهارات أساسية، وهنالك مهارات تفوقية، المهارات الأساسية كلها تنحصر حول التواصل الاجتماعي، مثلا مقدرة على تحية الناس، وعقيدتنا الإسلامية قد حسمت هذا الموضوع تماما، آداب السلام معروفة في الإسلام، وهي من أفضل الوسائل التي يتعلم الإنسان من خلالها المهارات الاجتماعية الأساسية، أن يسلم الفرد على الجماعة، وأن يسلم الواقف على الجالس والماشي على القاعد، وأن تتبسم في وجه أخيك حين تحييه.
هذه أيها الفاضل الكريم! كلها مهارات اجتماعية، وهذه يمكن للإنسان أن يكتسبها متى ما تذكر أهميتها، لكننا كثيرا نتجاهل أهميتها، فالناس لا تعرف فضل السلام وفضل التحية الطيبة.
من المهارات الاجتماعية المطلوبة أيضا: أن يتصرف الإنسان في بيئته حسب مقتضيات ومتطلبات ذلك الموقف، هذه مهارة اجتماعية، فمثلا: إذا كان المحيط الذي كان الإنسان فيه في ظرف معين في مناسبة زواج مثلا فلابد أن يتفاعل حسب هذا الظرف ببشاشة وروح طيبة.
إذا كان في موقف يتطلب الحزن كمأتم مثلا فالمهارات الاجتماعية تتطلب أن يتصرف الإنسان على حسب هذا الموقف، وحين تقابل شخصا أكبر منك في السن، من المهارات الاجتماعية أن أترك له المقعد ليجلس فيه، وأقف أنا، أن أبدأ بتحيته، وهكذا.
هذا هو الذي يقصد بالمهارات الاجتماعية، ومن أفضل أنواع المهارات الاجتماعية أن أكون حسن الاستماع حين يتحدث شخص آخر، أكون مستمعا جيدا وبعد ذلك أرد الرد المناسب أو كل ما يتطلبه الموقف.
هنالك عدة ضوابط للتدرب على هذه المهارات الاجتماعية، ولكن بمجرد الإلمام بها أعتقد أنه يستطيع الإنسان أن يكون جيدا، والمهارات الاجتماعية تتطلب أن يكون مظهر الإنسان حسب ما تقتضيه بيئته من ملبس ومظهر وطريقة الأكل، هذه كلها متطلبات تتطلبها المهارات الاجتماعية.
هنالك مهارات اجتماعية تفوقية، مثلا: القدرة على الخطابة، هذه تتطلب بعض التمارين، وتتطلب الكثير من التدريب والمحاكاة للآخرين، واكتساب المعلومات المختلفة.
بالنسبة للجزء الآخر، وهو أنه لديك مشكلة عصيبة، وهي أنك لا تستطيع النظر في عيون الآخرين، والتحدث معهم في نفس الوقت، إضافة أنك تجد صعوبة في إقناعهم، وتحس بأن شخصيتك ضعيفة.
هذا كله ناتج من هذه العصبية، وهذا القلق، القلق كثيرا ما يجعل ثقة الإنسان في نفسه تهتز، ويصبح الإنسان يقلل من قيمته ومن شأنه.
أخي الكريم! أنا أريدك أولا أن تمسح هذه الفكرة من رأسك، لماذا تنعت نفسك بأنك ضعيف الشخصية؟! أنت لست ضعيف الشخصية، هو مجرد اهتزاز في الثقة بالنفس، والثقة في النفس يمكن أن نقويها من خلال الأفعال وليس من خلال المشاعر، المشاعر السلبية تقود الإنسان إلى انطباعات واهية حول مقدراته، ولكن الإنسان الذي يطبق ويفعل سوف تتحول مشاعره إلى إيجابية.
إذن: اتبع نمطا مجدولا يوميا تطبقه بحذافيره، هذا يقوي من ثقتك في نفسك، لابد أن تقوم بواجباتك الدراسية مثلا، لابد أن تزور أرحامك، لابد أن تمارس الرياضة، لابد أن تكون نافعا لنفسك ولغيرك، لا تتخلف عن الواجبات والمناسبات الاجتماعية، هذه كلها أعمال وإنجازات، وفي نهاية الأمر سوف تحس أنك قد أنجزت شيئا مفيدا لنفسك وللآخرين، وهذا سوف يشعرك بالرضا، مما يبدد من مشاعرك السلبية.
عدم مقدرتك أن تنظر إلى الناس في وجوههم، هذا يعالج بالتدريب، ويجب أن لا تقلل من شأن نفسك لأنك لست بالضعيف.
أرى أنك لست محتاجا للأدوية، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.