السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى منكم مساعدتي بشكل عاجل ولكم جزيل الشكر.

تقدم إلى خطبتي شاب ملتزم ذو أخلاق ولا ينقصه شيء إلا أنه متزوج ولديه 4 أطفال. وأنا أحببت هذا الشخص ومرتاحه له كثيرا، وصليت صلاة الإستخارة وكنت مرتاحه جدا.
لكن أهلي ما بين الرفض والقبول وذلك من باب الخوف علي من الزوجة الأولي وما سيحدث في الأيام القادمة.

أنا موافقة على الشاب لكن مترددة بسبب أهلي.

أرجو مساعدتي في اتخاذ القرار، مع العلم بأني أنا والشاب مرتاحين إلى بعضنا كثيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن العبرة بصلاح الشاب وأخلاقه، وإذا حصل مع ذلك الإرتياح من قبلك فقد تمت شرائط النجاح بحول ربنا الفتاح، وخوف الأهل ليس في مكانه والحياة لا تخلو من المشاكل، ولكن العاقل من يحسن إدارة الأزمات ويستعين في كل أحواله برب الأرض والسموات، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن نسهل أمرك وأن يرفعك عنده درجات .

قد أحسنت من استخارتك من بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وشاورت أهل الاختصاص، ولست أدري لماذا تربط الناس بين الفشل وبين التعدد، والراجح أن ذلك ناتج من ثقافة المسلسلات التي تضخم التجارب الفاشلة والعاقلة تدرك أن للنجاح والفشل أسباب، وأبلغ ما ترد به على أمثال هؤلاء هو ما قالته المرأة الألمانية (لأن أكون المرأة العاشرة عند رجل ناجح أحب إلي من أن أكون الوحيدة عند رجل فاشل) فالفشل موجود عند المتزوجين وعند غيرهم وعند المعددين وفي سواهم.

اطردي عن نفسك الوساوس ولا تضيعي فرصة الزواج بمن وجدت نفسك معه وارتاح إليك، واعلمي أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

لا يخفى على أمثالك أنك من سوف تعيش مع الزوج وليس أهلك، وأنك سوف تنجحي في السيطرة على الأمور في كل الأحوال إن أنت تمسكت بشريعة الكبير المتعال.

الزوجة الأولى أو الثانية أو الرابعة إنسان ويمكننا السيطرة على الإنسان بالإحسان وقد أحسن من قال:
أحسن إلى الناس تستعطف قلوبهم ** فطالما استعطف الإنسان إحسانا

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك للخير وأن يلهمنا جميعا رشدنا وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.

وبالله التوفيق والسداد.