الإرشادات والإجراءات اللازمة لعلاج الصرع الناتج عن زيادة كهرباء الدماغ

1 619

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولدي حمزة يبلغ من العمر 20 سنة، كان ابني يقول لي: إن مخه يفصل لثوان، ذهب لطبيب الكلية وبعد أشعة وتحليل أعطى له الطبيب علاج (Depakine) قرصا يوميا، وقال له: إنه سيستمر على هذا العلاج أربع سنوات، بعد ذلك عندما ينسى أخذ القرص يحدث له إغماء وتشنج، حتى إنه عض لسانه عضة شديدة، وتكرر إغماء ابني أربع مرات، مع تشنجات لمدة ربع ساعة، مع محاولات إفاقته، ثم إعطاؤه القرص، وكانت مرة منها أمام الباص وهو يعبر الشارع، وربنا ستر، فما رأيكم في هذا؟ وما الذي نستطيع أن نفعله مع النوبة والنصيحة التي تقدمها لنا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما ذكرته في رسالتك يشير أن حالة هذا الابن -شفاه الله- هي حالة تعرف بزيادة كهرباء الدماغ، ويجب أن نكون أكثر وضوحا معك؛ حيث إن هذه الحالة معروفة لدى الناس، وتسمى بمرض الصرع، وهو مرض طبي يحدث نتيجة لتذبذبات في كهرباء الدماغ؛ وذلك نسبة لوجود بؤرة تسمى بالبؤرة الصرعية.

المرض منتشر، وتقريبا نستطيع أن نقول: كل واحد إلى اثنين بين مائتي شخص يعانون من هذا المرض، وبفضل من الله تعالى علاجه ليس بالصعب؛ حيث إنه تتوافر أدوية ممتازة وفعالة، ولكن المشكلة الأساسية تأتي في عدم التزام بعض الناس باتباع الإرشادات الطبية الصارمة، والتي يجب أن لا يحيد عنها الإنسان أبدا، وهو الالتزام القاطع بتناول الجرعة الصحيحة من الدواء، وفي الوقت المطلوب، وإلى المدة المطلوبة، هذه هي الشروط الأساسية لنجاح العلاج.

هذا الابن -حفظه الله تعالى- من الواضح أنه تأتيه هذه التشنجات كنتيجة مباشرة على عدم الانتظام في الدواء، والذي أنصح به هو أن تذهب إلى الطبيب المعالج وتراجع معه جرعة الدواء، وجرعة الدواء يجب أن تكون متواكبة ومتوازنة لوزن الطفل.

وإذا لم يتم التحكم في هذه التشنجات من خلال دواء واحد مثل الدباكين -والذي هو من أفضل الأدوية- يستطيع الطبيب أن يضيف دواء آخر.

الحكمة تقتضي أن يتم التحكم الكامل في التشنجات، وهذا هو الهدف من وراء علاج النوبات الصرعية، وهذا يتحقق -كما ذكرت لك- بالالتزام بتناول الدواء، وأن تكون الجرعة صحيحة.

الإغماءات التي حدثت لهذا الابن دليل واضح أن كمية الدواء الذي يتناوله ليست كافية، وهذا يجب أن يصحح، وأتفق معك أن هذه النوبات في بعض الأحيان تكون ذات خطورة، خاصة إذا حدثت في مكان عام أو في أثناء استعمال وسائل المواصلات أو عند صعود الدرج أو السلالم، أو في حالة وجوده في البحر، وهذه الأوضاع نحذر منها تماما، وهي احتياطات لابد أن يدركها الإنسان ويتجنب مصادر الخطورة.

في نهاية الأمر أؤكد لك أن الحالة يمكن علاجها، والمتابعة وتناول الدواء بصورة صحيحة هي المقصد، وهي الأمر المطلوب، ومتى تم التحكم الكامل في هذه النوبات لمدة ثلاث سنوات بعد ذلك يمكن أن يخطط لأن يتم التوقف عن الدواء بصورة تدريجية، هذا الابن يجب أن يعيش حياة طبيعية ما دام يتناول علاجه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.


مواد ذات صلة

الاستشارات