ابنتي لديها صعوبة في الكلام وتكوين الجمل الصحيحة، ما علاجها؟

0 640

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذه الجهود الطيبة، وجعلها في ميزان حسناتكم.

ابنتي عمرها سبع سنين ونصف، وإلى الآن عندها صعوبة في الكلام وإخراج الحروف، وعدم تكوين جمل صحيحة، وتعكس المذكر للمؤنث، وهذه الحالة معها منذ صغرها، وللعلم فإن لديها أخوان لم تحدث معهم هذه الحالة، ذهبت لدكاترة تخاطب وعملنا لها اختبار ذكاء، وكان (87) وأخذت جلسات تخاطب، وكان الدكتور يركز على تكوين الجمل، مثل: الولد يلعب، البنت تلعب، وهكذا، والآن لا نذهب بسبب ظروف العمل في الخارج، وصراحة شعرت أن هذه الجلسات لا تأتي بفائدة معها، ولا تحسن، فهي الآن بدأت تشعر بالمشكلة عندما ذهبت المدرسة، فهل هناك تدريبات أو جلسات أقوم بها في المنزل؟

للعلم أنا لا أعمل، ووالدها هو الذي يعمل، أريد من سيادتكم نصائح أو تدريبات معينة، ولكن لا أريد أن أستعمل معها أي أدوية، وهي أيضا عندها النطق غير سليم، مثل حرف الراء تنطقه (ل)، وحرف السين والشين والصاد تنطقها كلها نطقا واحدا وهو السين، فماذا أفعل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن درجة ذكاء هذه الابنة – حفظها الله تعالى – تعتبر في نطاق الوسط أو ما دون الوسط حسب ما يعتبره بعض المختصين، وهذا بالطبع لن يكون سببا في ضعف النطق لديها.

التدريب على النطق دائما يكون من خلال تعريض الطفل إلى محيط يكون فيه من يتحدث إليه ويشعره بالأمان، هذا مهم جدا.

الذي أود أن أوجهكم إليه هو أن تعطي هذه الابنة الفرصة لأن تختلط مع البنات في سنها أو أكبر منها قليلا، ويعرف أن درجة الفصاحة اللفظية لدى البنات أفضل كثيرا من الذكور، خاصة في مرحلة الطفولة، فإتاحة الفرصة لها لأن تلتقي مع بنات الأقرباء أو الجيران أو أصدقاء الأسرة، هذا سوف يساعدها كثيرا.

ثانيا: يجب أن نشعر هذه الابنة بالأمان التام، لا ننتقدها، لا نوبخها أبدا، من المهم جدا أن تجلسي معها مرتين أو ثلاثا في اليوم وتجعليها تنطق الحروف والكلمات التي تجد صعوبة في نطقها، وبشيء من التحفيز وبشيء من الترغيب سوف يتحسن الكلام تدريجيا.

ثالثا: يمكنك أن تستفيدي من المسجل كثيرا، فحاولي أن تذكري لها كلمات وجملا واجعليها تردد ذلك بعدك، ثم اجعليها تستمع لما تم تسجيله، بعد ذلك تأخذ الفرصة لأن تكرر كلمات من نفسها، وتسجل ما تكرره، وتقوم أيضا بالاستماع، وخلال هذا يجب أن يكون هنالك نوع من الثناء عليها ومن التحفيز الجيد.

رابعا: اجعليها أيضا تجلس في برامج تلفزيونية خاصة للأطفال، واجعليها تركز على ما يقال، وتكرر ذلك بعد انتهاء البرنامج مثلا أو في أثناء البرنامج يمكنك الجلوس بجانبها والتأكيد على ما يدور من حديث بين الأطفال في البرنامج إذا كان ذلك من خلال سرد قصة أو تمثيل أو شيء من هذا القبيل.

إذن الهدف من ذلك كله هو أن نعرضها بقدر أكبر لظروف تستطيع فيها أن تبني ملكاتها اللغوية دون أن يكون هنالك ضغط عليها، ودون أن نشعرها بأنها قد أخفقت.

ولابد -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تحاولي أن تستفيدي من إحدى معلمات القرآن الكريم، لتعلمها نطق الحروف وإخراج الحروف، وكيفية قراءة القرآن، القرآن يعلم الطفل المخارج الصحيحة، ومداخل الحروف، والنطق الصحيح، واكتساب كلمات إلى قاموسه اللغوي، وهذا حين تبدئين في حفظ بعض سور القرآن الكريم سوف تجدين أن لسانها قد انطلق بشكل واضح، قال تعالى: ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر))[القمر:17].

الطفلة أيضا تحتاج إلى أن تطور من مهاراتها الأخرى، يجب أن لا نركز فقط على النطق وننسى بقية المهارات الحياتية، دعيها على سبيل المثال ترتب ملابسها في خزانة الملابس، أن تجهز فراشها في الصباح بعد أن تستيقظ من النوم، اهتمامها بلبسها وترتيب شعرها، وكيفية أداء الصلاة، هذه مهارات، والمهارات تطور من مقدرات الإنسان الأخرى، خاصة فيما يتعلق بالنطق والفصاحة والنضوج الاجتماعي والتوازن الوجداني، هذه هي الأطر والأسس العامة التي أرى أنها سوف تساعد هذه الفتاة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يجعلها قرة عين لكم، وذخرا في الدنيا والآخرة، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات