السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية أشكركم على جهودكم في هذا الموقع الذي طالما استفدت منه كثيرا.
تقدم لخطبتي قريب لي، والده يعاني من الصرع، وأخته مصابة بنفس المرض، وأخوه ذو عقل غير متزن -تصرفاته غريبة-، بينما هذا الخاطب لا يعاني من شيء، وكلامه متزن، وشخصيته جيدة، وإذا قبلت به زوجا فمن الوارد أن يصاب الأبناء مستقبلا بذات المرض!
فما توجيهكم لي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأظن الذي قصدته أن قريبك هذا الذي تقدم إليك والده عنده مرض الصرع، ومرض الصرع ينتج من وجود بؤرة في داخل الدماغ تفرز منها شحنات كهربائية غير منتظمة، وهذا المرض يمكن علاجه بصورة ممتازة جدا.
أخته مصابة بنفس المرض، وهذا يجب أن نعطيه أهمية واعتبارا، وأنا لا بد أن أكون معك واضحا أن الوراثة تلعب دورا في مرض الصرع، ولكن ليست الوراثة المباشرة، إنما هو ما يسمى بالاستعداد الإرثي، يعني أن هذا الشخص لديه قابلية أكثر من غيره للإصابة بهذا المرض، ولكن ليس من الضروري أن يحدث للآخرين.
إذن هنالك احتمال، لكنه احتمال ضعيف جدا أن يحدث أي أثر على أولادك مستقبلا، فأنا من وجهة نظري أن هذا الزواج غير مرفوض، ويمكن أن تقبلي بهذا الزوج ما دمت مطمئنة إلى خلقه ودينه وسلوكه، ووجود مرض الصرع في أسرته ليس أمرا نافيا للزواج به، وحتى أخوه لديه عدم اتزان عقلي، هذا أيضا نحن لا نتجاهله، ولكن هذا ربما يكون متعلقا بشخصيته، أو أنه يعاني من شيء من التخلف العقلي، وهذا غالبا ليس له أي أثر وراثي، ما دام هذا الرجل متزنا، ولا يعاني من هذه العلة، وشخصيته جيدة -كما ذكرت-، فتوكلي على الله، واقبلي بالزواج به، وسلي الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، وأعتقد أن الأمر بسيط.
أشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.