السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ 10 سنوات من مشكلة تتمثل في وساوس فكرية، مثل ما حدث لي اليوم السبت مثلا، وتتكرر هذه الفكرة، وأحيانا أعاني من تردد بسيط، وقد بدأت هذه الحالة فجأة، علما بأني عانيت من وسواس الوضوء والصلاة قبل ذلك، ولكني شفيت تماما بدون أدوية، وأنا والحمد لله لا أعاني من الاكتئاب أو الرهاب أبدا، وأحيانا أحس بشد بسيط في العضلات، وقد استخدمت البروزاك قبل تسع سنوات حبة يوميا، وتحسنت كثيرا لمدة سنتين، ثم أصبحت الحالة متأرجحة، فاستخدمت السيروكسات حبة يوميا، وتحسنت كثيرا، ثم قطعت الدواء فساءت حالتي، فأخذت الفافرين لمدة أسبوعين ولم أستفد وكل ذلك باستشارة الطبيب، ثم انقطعت عن العلاج لمدة أربع سنوات؛ لأن حالتي جيدة نوعا ما، ومن حوالي ستة أشهر ساءت حالتي قليلا، فأخذت حبة من البروزاك لمدة شهرين، ثم حبتين لمدة شهرين، والآن ثلاث حبات منذ شهرين، وأحس بتحسن واضح في المزاج، وقلت العصبية والتوتر بشكل واضح، ولكن الوساوس لا أحس فيها بتحسن يذكر.
فما رأيك يا دكتور؟ هل أضيف الفافرين 200 ملج أو أستخدم الفافرين لوحده أو أضيف ريسبيريدال؟ وما رأيك بمضادات الصرع؛ لأني أحس بشيء في الأذن اليمنى عند اشتداد الوساوس، فهل من الممكن أن تكون زيادة كهرباء؟
عذرا على الإطالة، وجزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه من نفع للمسلمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد العمري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لك تجارب جيدة جدا مع العلاج، والوسواس القهري في بعض الأحيان يكون مزمنا بعض الشيء، وهذا الأمر ليس مخيفا؛ لأن العلاج متوفر، كما أن الاستمرار على العلاج لفترة أطول يقي تماما -إن شاء الله- من هذا المرض، وسوف يأتي اليوم الذي يتم فيه -إن شاء الله تعالى- الشفاء والتعافي التام.
أنت الآن تتناول ثلاث كبسولات من عقار بروزاك، وهذه الجرعة اليومية كافية جدا لعلاج هذا المرض، ولكن لم تحس بتحسن حقيقي فيما يخص الوساوس، وإن كان المزاج لديك قد تحسن كثيرا، وكذلك العصبية والتوتر.
أخي! لا تيأس أبدا، فهذه الأدوية تأتي بمفعولها في بعض المرات بعد أن تنقضي عدة أشهر، فأنت الآن إن شاء الله تعالى على الطريق الصحيح، والذي أراه فقط أن تضيف الرزبريدال، ولا داعي لإضافة الفافرين؛ لأن جرعة البروزاك هي جرعة كافية جدا، والرزبريدال يعتبر مدعما لفعالية البروزاك لعلاج الوساوس، وفائدته مثبتة وذلك من خلال دراسات رصينة ومقننة، وعليه تناول واحد مليجرام من الرزبريدال، ويفضل أن تكون الجرعة ليلا، وبعد شهر اجعلها اثنين مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها واحد مليجرام ليلا لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم توقف عن تناول الرزبريدال.
لابد أخي الكريم من أن تقاوم هذه الوساوس بالطرق السلوكية المعروفة، والتي تقوم على تجاهل وتحقير الفكرة الوسواسية، واستبدالها بما هو مخالف لها، وربطها بمنفرات تزيلها.
طنين الأذن الذي تحس به لا أعتقد أن له علاقة بزيادة كهرباء الدماغ، فزيادة كهرباء الدماغ لا تظهر في شكل وشوشة أو طنين في الأذن، إنما هذه غالبا تكون ناتجة من القلق، ويعرف أن الوسواس في حد ذاته هو نوع من القلق، والاحتمال الثاني هو أنه ربما يكون هنالك التهاب بسيط في الأذن الداخلية.
المهم أن لا تستعمل أيا من مضادات الصرع أو مثبتات المزاج، فلا داعي لها أبدا في حالتك، وإن شاء الله تعالى هذا الطنين والوشوشة سوف تختفي، وكما ذكرت فهي تزداد مع زيادة الوساوس، وهذا دليل قاطع على أنها حالة قلقية، وأنصحك أيضا بالإكثار من تمارين الاسترخاء؛ فهي تؤدي إلى التحسن بإذن الله.
في بعض الأحيان ننصح بتناول عقار (بيتاسرك) وهو من الأدوية التي يستعملها كثير من أطباء الأنف والأذن والحنجرة في حالة وجود وشوشة في الأذن أو الشعور بالدوار، لكن حتى هذا الدواء أنا لا أرى أن هنالك حاجة لاستعماله بالنسبة لك.
نسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.