المزاجية.... آثارها وعلاجها

0 574

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب تعرضت لمشاكل نفسية منذ خمس سنوات تقريبا، منها الاكتئاب والقلق والتوتر، ذهبت للطبيب وصرف لي علاج سبراليكس، ولقد تحسنت كثيرا - ولله الحمد - ولكن الآن مشكلتي أنني أعاني من المزاجية، مرات أكون فيها سعيدا جدا، واليوم الثاني أكون مكتئبا، وبعدها تكون نفسيتي فيها عادية وطبيعية، وبعدها أكون غاضبا جدا، لدرجة أني أتمنى فيها الانتحار، وعلى هذا الحال كل يوم لي مزاج وحالة، وقد قرأت عن أدوية كثيرة مختصة في هذا المجال، ولكن لا أرغب في استخدام شيء حتى أتأكد منه، مع العلم أني لا أرغب في أدوية تزيد من وزني؛ لأن وزني زائد.

أرجو منكم الرد في أقرب وقت ممكن؛ لأن حالتي النفسية سيئة جدا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هناك حالة تعرف باضطراب المزاج ثنائي القطبية، وهذه الحالة لها عدة تقسيمات وتشخيصات، وخلاصتها أنها تتمثل في وجود قطبين للمزاج، قطب انشراحي، بمعنى أن الإنسان يحس بشيء من الفرح والسرور، ويكثر الكلام لديه والحركة، ويضطرب النوم، وقد يستمر هذا القطب شهرا أو شهرين، وبعد ذلك يرجع الإنسان إلى مزاجه الطبيعي، ثم ربما يتكرر نفس القطب أو يأتيه القطب الاكتئابي، والذي يحمل كل صور الاكتئاب النفسي.

من خلال وصفك لا أرى أن هذا ينطبق عليك، فالذي ينطبق عليك هو نوع من التأرجح المزاجي المرتبط بشخصيتك في أغلب الأحيان، وهذا يعالج بواسطة الأدوية المضادة للاكتئاب أكثر مما يعالج بواسطة الأدوية المثبتة للمزاج، وفوق ذلك هنالك ممارسات جيدة جدا تقلل من هذا التأرجح المزاجي، خاصة أن درجة الانفعال لديك عالية، والوسيلة العلاجية الجيدة والسهلة والطبيعية هي ممارسة الرياضة بانتظام وبإصرار وبإقدام ورغبة فيها، وأنا أنصحك بممارسة الرياضة كوسيلة ومتنفس نفسي ممتاز جدا، يساعد - إن شاء الله تعالى - في ترتيب مزاجك والتخلص من هذه الانفعالات السلبية.

بالنسبة للدواء، هنالك دواء بسيط جدا وبجرعة بسيطة جدا، وهو لا يزيد الوزن، وليس له آثار ضارة، كما أنه لن يدفعك نحو القطب الانشراحي، وأقصد بذلك أنه في بعض الأحيان عند إعطاء الأدوية المضادة للاكتئاب يرتفع المزاج لدى بعض الناس لدرجة قد تدخلهم في هوس، هذه الحالة إن شاء الله تعالى لن تنطبق عليك.

الدواء الذي أنصحك بتناوله هو العقار الذي يعرف تجاريا باسم (فافرين) واسمه العلمي هو (فلوفكسمين)، وأنت تحتاج لتناوله بجرعة صغيرة، وهي خمسون مليجراما، تناولها ليلا بعد الأكل، وأنصح بأن تستمر عليها لمدة عام، وهذه ليست جرعة كبيرة أبدا، وليست المدة مدة طويلة، فالجرعة جرعة وقائية الوقاية من وجهة نظري مطلوبة في حالتك.

أخي الفاضل الكريم: لابد أن تتعلم دائما بأن تعبر عما بذاتك، بمعنى آخر لا تكتم، فالنفس لها محابس، ومتى أغلقت هذه المحابس بشدة هذا يؤدي إلى تراكم انفعالات سلبية داخلية؛ ولذا يعتبر التفريغ النفسي مهما جدا حتى لا نحتقن داخليا، فعبر عن ذاتك أولا بأول، كن متواصلا من الناحية الاجتماعية، اجتهد في دراستك، هذه - إن شاء الله - كلها وسائل علاجية ممتازة، وذلك بجانب تناول الدواء الذي وصفناه لك، وأكرر لك مرة أخرى أهمية ممارسة الرياضة في حياتك.

أخي الكريم: ليس هنالك ما يدعوك إلى التفكير في الانتحار، هذه أفكار عابرة ليس لها أي معنى، فالحياة طيبة وجميلة، وأنت في عمر أمامك الكثير الذي يمكن أن تقوم به، وهذه الأفكار يجب أن تستعيذ بالله تعالى منها، وألا تعيرها اهتماما أبدا، وسوف تزول منك بإذن الله تعالى.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 ).
والعلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.


مواد ذات صلة

الاستشارات