أشعر بالقلق وعدم الارتياح لأنني سأكون الزوجة الثانية!

0 30

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو من الله ثم منكم مساعدتي في حل مشكلتي.

أنا فتاة أبلغ من العمر (21) عاما، يتيمة الأب، أدرس في الجامعة، وقد تقدم لخطبتي رجل ملتزم، وعلى خلق، يبلغ من العمر (26) عاما، من عائلة محترمة، علما بأن هذا الشاب مثقف، ولديه وظيفة تمكنه من الزواج بالثانية، ومشكلتي أنني حائرة من أن أوافق أو لا أوافق عليه، علما أنه يكون أخا لصديقتي المقربة، وقد كلمتني عنه وعن إعجابه بأخلاقي، وقد اتضح لي أنه يحبني ولا أنكر أنني انجذبت إليه، مع العلم أنني لم أتكلم معه، صدقوني يا إخوتي لقد استخرت الله تعالى ولم أر في منامي أي شيء رغم أنني أجد إجابتي في استخارتي في المنام والحمد لله، وقد فكرت مرارا في موضوع الارتباط والتأقلم في حياة الضرائر.

مع العلم أن زوجته منفصلة عنه إلا أنها لا تزال في عصمته، ونادرا ما تأتيه لزيارته بحسب علمي أنها تعتني بأمها وتكمل دراستها الجامعية في بلد آخر.

وقد فكرت أن من عيوبه أنه متزوج، ومع أن محاسنه أكثر إلا أنني أخشى أن يفوتني القطار، رغم أنني صغيرة، وكل الذين تقدموا إلي لم أرتح لهم.

أنا خائفة؛ لأن أختي عانس، وهناك مشاكل كثيرة في البيت بسبب موضوع العنوسة. وأيضا أخشى ألا أكون سعيدة بحياتي معه فقط لأنه متزوج، فأنا حائرة جدا!

أرجوكم ساعدوني، واعذروني على الإطالة.

أشكركم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن كونه متزوجا لا يعد عيبا، فكم من رجل معدد وناجح، وكم من رجل ليس له إلا واحدة وهو مع ذلك فاشل، وقد قالت المرأة الألمانية وهي تدافع عن التعدد وترد على من ظنوا أن التعدد سبب المشاكل والفشل بقولها: (لأن أكون الزوجة العاشرة عند رجل ناجح أفضل من أن أكون الوحيدة عند رجل فاشل).

وإذا كان أخا لصديقتك، ووجدت في نفسك الميل إليه، فهذه كلها مؤشرات إيجابية؛ لأن الأساس في النجاح هو وجود الميل والتوافق، بعد الدين والأخلاق، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وننصحك بالاهتمام بوجهة نظر أهلك، فهم أحرص الناس على مصالحك، واستأنسي برأي محارمك، فالرجال أعرف بالرجال.

ولا يخفى عليك أن الرأي الأول والأخير يكون للفتى والفتاة، واعلمي أنه ليس من شروط الاستخارة أن يرى الإنسان شيئا في نومه، وليس من معاني الاستخارة عدم وجود صعوبات، ولكن من تستخير وتستشير لا تندم ولا تخيب؛ لأنها أدت ما عليها وطلبت الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، والمستخيرة تردد: (واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به) وبهذا تكتمل السعادة؛ لأن الإنسان قد ينال الخير ولكنه لا يرضى، فتوجهي إلى الله بصدق، واعلمي أنه سبحانه يستجيب لمن دعاه.

وهذه وصيتي لك ولجميع بناتنا بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بضرورة عدم رد الخطاب؛ لأن ذلك ليس في مصلحة الفتيات، وأرجو أن تعلمن -يا بناتي- بأنكن لن تجدن رجلا بلا عيوب، كما أنكن لستن بخاليات من النقائص والعيوب، ولكن طوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته.

ومن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط

وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، وتذكري أن المرأة هي الركن الأساسي في نجاح واستقرار الأسرة.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وننصحك بعدم تفويت الفرصة، وسوف نكون سعداء بتواصلك مع موقعك، ونتمنى أن نسمع عنك كل الخير.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات