السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا موظفة وعندي طفلة عمرها 7 سنوات وطفل عمره 4 سنوات أضعهم في بيت جدهم لوالدهم ولكن عندما أرجع من عملي وأذهب لكي آخذهم من بيت جدهم أجدهم يرغبون بالبقاء عندهم ، ويبدأون بالصراخ والبكاء وخصوصا الصغير عندما يعلم بأنني لن آخذ إجازة في اليوم التالي، كنت أعاني من طفلتي ولكنها الآن في المدرسة أصبحت أخف قليلا ولكنها عنيدة ولا تنصاع لأوامري بسرعة، أما والدهم فطبيعة عمله أنه يستغرق وقتا طويلا جدا ولكنهم ينصاعون لأوامره بشكل غريب وبمجرد أن يتصل بهم بالتلفون.
في بداية الأمر أكون عادية وحنونة بتصرفاتي ولكن بعدها أصبح عصبية وأبدأ بالصراخ عليهم، عندما يكونون معي يكون الوضع أخف، ولكن عندما أرجعهم إلى البيت كأني أخذتهم إلى السجن مع أنني أحاول أن أمضي بقية وقتي معهم باللعب والدراسة ومشاهدة الكرتون لدرجة أنني أحيانا لا أقوم بأعمال البيت لأبقى معهم خلال الساعات بعد الدوام.
نفسيتي تعبت من طريقة معاملتهم وكـأنني مذنبة مع أنهم لا ينقصهم شيء ولكن ضغوطات الحياة كثيرة تجعل صبري قليلا.
وشكرا لكم
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ت.ع.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الطفل يجد عند أجداده من الدلال ما لا يجده عند غيرهم، والإنسان إذا كبر في سنه زادت شفقته لدرجة قد لا تكون في مصلحة الصغار أحيانا، ولكننا ندعوك إلى أن تكوني هادئة معهم ولا تنزعجي من هذا الأمر وأبعدي عن نفسك الفهم الخاطئ الذي شعرت معه بأنك مقصرة.
واعلمي أن الأطفال يحبون الوالدين لكنهم يكرهون الجد والعمل والمسئولية ، ولذلك من الطبيعي أن يميل الطفل إلى جده الذي يرفض التشديد على الطفل ، ومن المتوقع أن يميل الطفل إلى جدته التي تدلـله ، وهذه مسألة يوجد فيها صراع وتأتينا فيها شكاوى ، وهي معادلة صعبة في تربية الأبناء ، وكثير من الأطفال يحتمون من العقوبة بأجدادهم وجداتهم ، وسوف يزداد الأمر صعوبة إذا قال الجد أو الجدة اتركوهم عندنا ، والصواب أن يقولوا لهم أذهبوا مع أمكم وتعالوا إلينا غدا ، ولكن هذا يصعب على الجد والجدة.
أما عصبيتك مع الأطفال فليس فيها مصلحة وهي سبب لمزيد من التمرد من الأطفال ولمزيد من العطف من الأجداد .
فخذي الأمر ببساطة وحاوري صغارك بهدوء ووضحي لهم حاجة أجدادهم إلى الراحة، وأهمية وجود الطفل مع والديه، ووضحي لهم أن الأجداد ربوا لكم بابا وماما وما نريد أن يتعبوا كثيرا ، وحاولي معرفة أسباب رفضهم للذهاب معك .
وقد لفت نظري قولك إنهم يسمعون كلام والدهم ويطيعون الوالد وهذا أمر طبيعي، لأن الوالد لم يدللهم كما حصل منك ونحن نعتقد أنك دللتيهم بعض الشيء وتحاولين الآن أن تشتدي معهم .
أما كون الصغير أشد عنادا فهذا أمر طبيعي لأنه يمر بمرحلة العناد التي سوف تنتهي على أبواب السنة السادسة، ولعلك لاحظت الكبرى أقل عنادا لأنها تجاوزت هذه المرحلة .
وأرجو أن لا تدخلي ضغوطات الحياة في تعاملك مع صغارك الذين لا ذنب لهم، وحاولي حصر مشاكل العمل في أماكن العمل ومشاكل البيت في البيت.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء لأطفالك ، ولا تنزعجي أكثر من اللازم، فإن انزعاجك الزائد يؤثر عليك وعليهم .
ونسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية .
وبالله التوفيق والسداد.