أواجه صعوبة في الاستيقاظ لصلاة الفجر...فهل للمعاصي علاقة بذلك؟

0 373

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.

أنا شاب غير ملتزم، ودائما ما أقبل على المعاصي إلا أنني بعد ذلك أشعر بالذنب فأتوب إلى الله وأكثر من الاستغفار، وأعزم أن لا أعود، فإن كان ذلك ليلا أعود إلى حالي القديمة صباحا، وما زلت على حالي هذه منذ زمن بعيد، مما يشعرني بأني أخدع نفسي أمام الله، كما أنني أحرص على الصلوات مهما كانت حالي، إلا أني أواجه صعوبة في الاستيقاظ للفجر، فهل للمعاصي أثر في ذلك؟ وكيف أتخلص من المعاصي؟

أريد نصيحتكم بارك الله فيكم ووفقكم إلى الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غيث حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمرحبا بك أيها الولد الحبيب بين آبائك وإخوانك في استشارات إسلام ويب.

ابتداء نقول أيها الحبيب: أنت شاب ملتزم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدك هدى وصلاحا، فما دمت تحرص على الصلاة بقدر الاستطاعة، وتجاهد نفسك على القيام بها، وتسارع إلى التوبة بعد الوقوع في الذنب، فهذا إن شاء الله تعالى علامة على خير كثير فيك، وهذا هو الجزء الأكبر من الالتزام أيها الحبيب، ويبقى فقط أن لا تسمح للشيطان أن يثبط عزيمتك ويحاول إيهامك بأنك من غير الملتزمين، ومن ثم تقع في بعض الذنوب والمعاصي، فالالتزام معناه أن تؤدي ما فرض الله عز وجل عليك وتجتنب ما حرم الله سبحانه وتعالى عليك، فسارع إلى تكميل نفسك وجاهد نفسك من أجل الله تعالى، وكن على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى سيتولى عونك وسييسر لك الأمور من حيث لا تحتسب، فقد قال سبحانه وتعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.

وكن على ثقة أيها الولد الحبيب بأن أفضل ما تفعله التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالفرائض، أي أن تؤدي الفرائض التي كلفت بفلعها وتجتنب المحرمات التي حرمها الله عز وجل عليك، فإذا فعلت هذا فأنت تتقرب إلى الله بأحب ما يحبه سبحانه وتعالى من الأعمال، كما قال في الحديث القدسي: (من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بأفضل مما افترضته عليه) فنحن نشد على يديك أولا ونتمنى أن تأخذ الأمور بجد وحزم وتعتبر نفسك ليس ملتزما فحسب بل في مقدمة الملتزمين، وحاول أن تبحث لنفسك عن الرفقة الصالحة، وتتعرف على الشباب الطيبين جماعة المسجد، وأن تحضر حلقات القرآن الكريم وحلقات الذكر والعلم، وستجد من أمثالك الكثيرين ممن تتقوى بهم ويبتعد بهم عنك الشيطان، وتزول عنك الوساوس والأوهام، فإن الإنسان يتأثر ولا بد بمن يجالسهم، ولذلك قال الحكماء (الصاحب ساحب) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم قبل (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).

فهذه وصيتنا لك أيها الحبيب نتمنى أن تأخذها بجد وأن تعمل بها، وسنسمع منك إن شاء الله تعالى في مستقبل الزمان الأخبار الطيبة والبشارات الكثيرة عن تحسن أحوالك بحيث لا ترجع إلى المعصية بعد التوبة منها، وما دمت على هذه الحال أيها الحبيب تتوب إلى الله عز وجل فتندم على ذنبك وتعزم على أن لا ترجع إليه وتتركه، فإن الله عز وجل يقبل منك هذه التوبة برحمته وعفوه، وكن على ثقة بأن التوبة تمحو ما قبلها كما قال عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

فأحسن ظنك بالله، واعتقد أنه سبحانه وتعالى غافر الذنب وقابل التوب، وأنه لا يتعاظمه سبحانه وتعالى شيء، فرحمته وسعت كل شيء، وقد قال في كتابه الكريم: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.

ومن ثمرات الرفقة الصالحة أيها الحبيب أنك ستجد من يعينك على الاستيقاظ للصلاة ويدعوك إليها ويذكرك بها، وييسر لك أسباب الاستيقاظ لها، فكل هذه ثمرة من ثمرات الصحبة الصالحة لأن القلب يحيى وينشط إذا وجد من يعينه على الخير ويذكره به، ومع هذا ننصحك أيضا بالأخذ بالأسباب المادية التي تعينك على الاستيقاظ، كالنوم المبكر بقدر الاستطاعة، والنوم خلال النهار إذا استطعت، وأخذ بأسباب التنبيه، كأن تضبط ساعة المنبه أو الموبايل، أو تطلب من بعض من يصلي الفجر أن يتصل عليك أو يوقظك للصلاة، ونحو ذلك، وباستمرار على هذا الدأب إن شاء الله ستصل، فإن من جد وجد ومن زرع حصد، ومن ذلك أيضا أن تنام على الذكر وعلى طهارة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدك صلاحا وهدى وأن ييسر لك الخير ويفتح أمامك أبوابه.
========

مواد ذات صلة

الاستشارات